أجرى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سلسلة اتصالات برؤساء دول عربية وأجنبية، في محاولة لاستعادة زخم التحالف الدولي في مواجهة «داعش»، بعدما تعثرت الحملة العسكرية على التنظيم في تكريت. وتلقى العبادي دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة الرياض، على ما أعلن مكتبه في بيان. وأكد الدعوة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس مع نظيره البريطاني فيليب هاموند. (للمزيد). وجاء في بيان لرئاسة الوزراء العراقية أمس، تسلمت «الحياة» نسخة منه، ان العبادي «أجرى اتصالاً مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين و(البحث في) الحرب على داعش». ونقل البيان عنه قوله إن «الحرب على التنظيم الإرهابي والانتصارات المتحققة تمت بمشاركة أبناء الشعب العراقي كلهم، خصوصاً المتطوعين من أبناء المناطق»، مشيراً إلى أن هناك «استراتيجية تتمثل بتسليم المناطق المحررة إلى الشرطة المحلية». وأضاف البيان ان الملك سلمان «أبدى الرغبة في فتح آفاق التعاون مع العراق، ومهتم بأمنه وسيادته»، موجهاً «الدعوة إلى رئيس مجلس الوزراء لزيارة الرياض». وتابع البيان أن العبادي أجرى اتصالاً مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، وبحثا «في الأوضاع السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، وفي تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وناقشا الجهود المبذولة لمحاربة «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى وتأثيرها في المنطقة والعالم». وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية الوزير محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي أمس إن «الحرب على الاٍرهاب يقودها تحالف عربي ودولي»، وعمان «مستعدة لتدريب قوات حكومية وكردية عراقية ومجموعات من العشائر». وكان رئيس الوزراء العراقي أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي «تناول العلاقات بين البلدين وأفق تطويرها، والجهود المشتركة للحرب على الإرهاب». كما أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو وأكد له «ان الحرب التي يخوضها العراق ضد «داعش» يقودها العراقيون أنفسهم بمقاتلين عراقيين». وفي السياق ذاته اتصل بالرئيس الإيراني حسن روحاني. إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أمس أن العبادي سيزور واشنطن في 14 نيسان (ابريل) المقبل للقاء الرئيس باراك أوباما، والمسؤولين الأميركيين، لمناقشة الوضع في العراق. وتأتي هذه الاتصالات في إطار ما اعتبره مقربون من العبادي مساعي تبذلها بغداد، لاستعادة الزخم الإقليمي والدولي في الحرب على «داعش»، وتبديد القلق الذي تصاعد اخيراً حول دور إيران في هذه الحرب، والمعلومات عن تجاوزات اقدمت عليها قوات «الحشد الشعبي» في المناطق السنّية التي حررتها من سيطرة التنظيم. وتزامنت تحركات العبادي مع إعلان زعيم منظمة «بدر» هادي العامري مغادرة قائد «فيلق القدس» الايراني الجنرال قاسم سليماني ساحة المعارك في تكريت. وقال الناطق باسم «الحشد الشعبي» كريم النوري ان عودته «ليست مهمة فقد قدم خططاً واستشارات عسكرية كان لها الدور الكبير في ما تحقق من انتصارات»، واضاف أن «دوره في المعارك كان استشارياً مثله مثل المستشارين الاميركيين»، نافياً ان تكون عودته الى طهران وتركه المعارك في صلاح الدين ناتجة عن ضغوط أميركية.