وقع قادة مصر وإثيوبيا والسودان اليوم (الإثنين) في العاصمة السودانية الخرطوم اتفاق إعلان مبادئ حول مشروع سد النهضة الإثيوبي، تقول الدول الثلاث إنه أساس للوصول إلى اتفاقات تفصيلية حول استخدام مياه النيل في تحقيق مصالح مشتركة لها. وكان إنشاء سد النهضة أثار مخاوف شديدة في مصر من سنوات جفاف مائي محتملة خلال ملء خزان السد الذي تقيمه إثيوبيا لتوليد الطاقة الكهربائية. وتشابكت أيدي الزعماء الثلاثة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس السودان عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسالين، على شاشة التلفزيون الذي نقل حفل توقيع إعلان المبادئ في بث مباشر من العاصمة السودانية. وقال ديسالين في كلمة قبل توقيع الاتفاق، إن «سد النهضة العظيم لن يسبب أي ضرر للدول الثلاث، خصوصاً مصر»، مشيراً إلى أنه «عندما توقع إثيوبيا إعلان المبادئ، فإنها تظهر استعدادها للتعاون». مؤكداً «التزام إثيوبيا التعاون والمصالح المشتركة إنه يمهد الطريق لمزيد من التعاون ». وتقيم اثيوبيا سد النهضة على النيل الأزرق قرب حدودها مع السودان، ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع في إثيوبيا والنيل الأبيض في الخرطوم. وتقدر نسبة الإنشاءات التي تمت في سد النهضة بنحو 40 في المئة ويتوقع استكماله في العام 2017. وأرست إثيوبيا حجر أساس المشروع في نيسان (أبريل) 2011، بعد أقل من شهرين من خلع الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في انتفاضة 2011 التي تسببت في اضطراب سياسي وتراجع اقتصادي في البلاد. وقال السيسي في كلمة ألقاها بعد كلمة ديسالين إن سد النهضة بالنسبة للمصريين «يمثل هاجساً ومنبع قلق لأن النيل هو مصدرهم الوحيد للمياه بل للحياة». لكنه قال في كلمة مرتجلة بعد الانتهاء من إلقاء كلمته: «جئنا بكل الحب الإخلاص والأمانة، ونوايانا طيبة جداً. نحن متأكدمن من ان أشقائنا في إثيوبيا والسوادان على نفس المستوى». وأضاف: « اقدم هذه الكلمة إلى الرأي العام في مصر والسودان وإثيوبيا: يمكن لنا أن نتعاون ونعمل أشياء عظيمة جداً». ومن المقرر أن يسافر السيسي إلى أديس ابابا اليوم في بداية زيارة لإثيوبيا تستغرق يومين يلقي خلالها خطاباً أمام البرلمان الإثيوبي. وقال البشير في كلمة ختام الحفل إن توقيع إعلان المبادئ جاء «تعزيزاً ودعماً للثقة والتعاون والترابط بين شعوبنا»، مشدداً على أن الأطراف الثلاثة ملتزمة مواصلة التفاوض «للوصول إلى اتفاقات تفصيلية». وحاولت مصر منذ بدء إنشاء سد النهضة الحصول على ضمانات بأنه لن يلحق الضرر بحصتها الحالية من مياه النيل، وهي حصة تواجه ضغوطا داخلية في ظل زيادة مطردة في عدد السكان وفي ظل مشروعات التنمية التي تمثل المياه متطلباً رئيساً لها. وكانت إثيوبيا اشتكت لوقت من أن مصر تضغط على مؤسسات تمويل دولية لمنعها من المساعدة في إنشاء السد الذي تنفذه شركة إيطالية. وتأمل إثيوبيا أن يجعلها السد قوة في مجال الطاقة في منطقة فقيرة في الكهرباء.