استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط في قصر الإليزيه في لقاء وصفته مصادر الرئاسة الفرنسية وجنبلاط بأنه كان بالغ الودية واستغرق 45 دقيقة، استفسر خلاله الرئيس هولاند بتوسع عن الأوضاع في لبنان التي يتابعها بدقة. وقال جنبلاط ل «الحياة» إثر الاجتماع: «شكرت الرئيس هولاند على موقف فرنسا بالتحديد في ما يتعلق بدعم الشعب السوري وأيضاً لدعم أمن لبنان والجيش اللبناني. وقد سألني الكثير عن لبنان وهو مطلع جداً على الوضع. وشكرته على الجهد الذي بذلته فرنسا بالنسبة إلى محاولة السفير جان فرانسوا جيرو في شان إنهاء الشغور الرئاسي. وقلت أيضاً إنها من مسؤوليتنا كلبنانيين أن نخرج من هذه الحلقة المفرغة وننتخب رئيساً. وتحدثنا أيضاً عن بلاد الهلال الخصيب العربية التي يتم تدميرها بصراع دولي، وهناك مسؤولية على العرب لمعرفة كيفية مواجهة ذلك». وقد وضع جنبلاط هولاند في صورة بداية نجله تيمور في العمل السياسي، وقال له هولاند إنه يتوقع أن يزوره المرة المقبلة برفقة تيمور. الى ذلك قدم جنبلاط إلى هولاند باسم والدته الراحلة السيدة مي، غطاء مائدة مطرزاً يدوياً في مشغل كانت أنشأته في الجبل اللبناني، «بما أن يوم اللقاء صادف مع عيد الأم»، كما قال جنبلاط لهولاند. وعلمت «الحياة» أن هولاند هنأ أمام جنبلاط، مستشارَه لشؤون الشرق الأوسط إيمانويل بون بتعيينه سفيراً في لبنان، لافتاً إلى أن جنبلاط يعرفه جيداً. الى ذلك، قالت مصادر فرنسية مطلعة على اللقاء ل «الحياة»، إن هولاند طرح أسئلة كثيرة على جنبلاط في شأن الأوضاع في لبنان. وأكد الرئيس الفرنسي لجنبلاط أنه لن يستعيد أي حوار مع بشار الأسد، كما أكد له أن المخابرات الفرنسية لا تتعاون مع النظام السوري. وأضافت المصادر أن هولاند قال لضيفه إنه «قبل سنتين كان يريد قصف قواعد النظام السوري وإنه غير مستعد الآن لإعادة الحوار مع شخص يستمر في استخدام الأسلحة الكيمياوية ولا يمكنه أن يستمر في الصمود إلا عبر ارتكاب المجازر». وقال إن ما صرح به وزير الخارجية الأميركي جون كيري «أحرج فرنسا وأحرج أيضاً الإدارة الأميركية، لأن الجميع يرى أنه لا تمكن إعادة الحوار مع الأسد». كذلك أعرب هولاند عن مخاوفه إزاء سياسة إيران في المنطقة. من جهة أخرى كان لافتا أمس أن سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجلينا إيخهورست زارت أمس مواقع فوج الحدود البرية في الجيش على الحدود الشرقية في البقاع. وأشادت بكل جهود الجيش والقوى الأمنية في مواجهة التحديات الأمنية في البلاد، وجددت التزام الاتحاد الأوروبي في التشجيع على تقديم المساعدات الدولية للجيش، مشيرة إلى تنسيق مختلف الدول للمساعدات، لناحية التجهيزات والتمويل. كما أكدت دعم جهود الحكومة اللبنانية لتحرير العسكريين المخطوفين. وأوضحت أن دعم الاتحاد المالي للجيش بلغ 68 مليون يورو.