شهدت المنافذ السعودية باكراً زحاماً من المسافرين، الذين تسابقوا على السفر قبل بدء إجازة «الربيع» رسمياً، بيد أن سيناريو مشهد الزحام اختلف على غير عادته هذه المرة. إذ تصدر مشهد الزحام في منفذ سلوى على الحدود السعودية – القطرية، بقية المنافذ لينافس جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين، حيث يقضي المسافر بين ساعتين وثلاث ساعات لإنهاء إجراءات المغادرة. وأوضحت مصادر ل «الحياة» أن مسؤولي جسر الملك فهد تحرزوا للمناسبة من خلال مضاعفة العمل، وتشديد الرقابة على العاملين لإنهاء إجراءات المسافرين في أسرع وقت ممكن، وأشارت إلى أنه لا توجد إجراءات جديدة في الجسر، رغم أنه تم سابقاً الإعلان عن تطبيق المنفذ الموحد لإنهاء إجراءات السفر سيتم كفترة تجريبية في آذار (مارس) الجاري، لفئة الديبلوماسيين والطلاب، إلا أنه لم يتم حتى الآن الإعلان بشكل رسمي عن موعد تنفيذها. وأوضح مسافرون إلى «الحياة» أن الزحام في منفذ سلوى غير مسبوق في مثل هذه الأوقات، رغم تزامنه مع بداية إجازة الربيع، إذ لا يحدث زحام كبير بهذا المستوى إلا في المواسم والأعياد، والإجازة الصيفية، وقالوا: «المشهد مختلف في منفذ سلوى، والذي بدأ يئن تحت وطأة زحام المسافرين، والتي راوحت مدد الانتظار بين ساعتين وثلاث ساعات، دفعت المسافرين إلى التساؤل عن موعد بدء عمل الإصلاحات التطويرية للمنفذ، الذي يعتبر من أقدم المنافذ السعودية، رغم وجود مساحات شاسعة في المنفذ لم تستغل بعد». واشتكى الكثير منهم «من بطء إنهاء إجراءاتهم، الذي امتد بحسب قولهم إلى ثلاث ساعات، مشيرين إلى اعتقادهم بوجود مشكلة تقنية في النظام، بيد أن المشكلة كانت في تكدس المسافرين وبطء إنهاء إجراءاتهم»، وأضافوا «ربما لم يتوقع العاملون في المنفذ قدوم المسافرين بهذا العدد». وأكدوا أن إنهاء إجراءات السفر استغرق وقتاً طويلة، بخاصة أن جميع المسارات لم تكن مفتوحة لاستقبال المسافرين، ما أثار استياء الكثير منهم، والذي دفع بعضهم جدياً في العدول عن فكرة السفر والعودة إلى السعودية، أو تغيير وجهته إلى مكان آخر»، موضحين أن المنفذ يعاني سوء التنظيم وعدم النظافة ومن المباني المتهالكة وقلة الخدمات المتوافرة فيه. وساعات الانتظار الطويلة في منفذ سلوى لم تكن هي الوحيدة، إذ انتقلت عدوى الزحام إلى منفذ الخفجي، والذي شهد خلال ال48 ساعة الماضية زحاماً كبيراً وصلت فيه مدة انتظار المسافر لإنهاء إجراءات سفره زهاء الساعتين. وأوضح محمد الخالد (مسافر)، بأن «جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين يبقى الأكثر مراقبة من المسافرين لما يشهده من حركة سفر يومية تفوق بقية المنافذ، لذلك تبقى المنافذ الأخرى أقل تسليطاً للإعلام رغم أنها أقل منه في المستوى بكثير»، مضيفاً «الأعداد الكبيرة التي تعبر جسر الملك فهد في يوم واحد، لو توجهت إلى منفذ لآخر لبقي المسافرون هناك أياماً لإنهاء إجراءات سفرهم، وهذا ما يحدث أمام حركة عبور الشاحنات في المنافذ حيث تبقى لأيام انتظار دورها في العبور». وأضاف بأن جسر الملك فهد، ومنفذ البطحاء لا يزالان في منأى عن مشهد طوابير مركبات المسافرين الذي دائماً ما يتصدرانه، رغم الزحام المحدود الذي شهداه خلال اليومين الماضيين، وبخاصة أن الكثير من السائحين قرروا تغيير وجهتهم من البحرين هرباً من زحام الجسر والذهاب إلى الدوحة ودبي، الوجهة المفضلة لدى السعوديين. وعلى رغم أن الحدود السعودية القطرية، لا تشهد في العادة زحاماً كبيراً في الإجازات السنوية، كما هو حال بعض المنافذ الأخرى إلا أن الوضع اختلف خلال الإجازة الحالية، نظراً لتغيير الكثير من السعوديين وجهتهم، بعد العدول عن فكرة السفر إلى الإمارات، التي تعد الوجهة الأولى للسعوديين في الإجازات، إلا أن تخوّف بعضهم من ارتفاع الأسعار، إضافة إلى الزحام الشديد الذي يعاني منه جسر الملك فهد، دفعهم إلى تغيير وجهتهم إلى قطر، خصوصاً بعد قيام الكثير من الفنادق والشقق الفندقية بتقديم عروض وبرامج خاصة للسعوديين. أما على الجانب الآخر في المنفذ الحدودي (السعودي- القطري) من الجانب القطري «أبوسمرة» فشهد زيادة في وتيرة العمل لإنهاء إجراءات سفر القادمين من السعودية، إذ تكفي دقائق معدودة لإنهاء إجراءات المسافرين، إضافة إلى آليات التنظيم التي تتبعها إدارة الجوازات القطرية في مثل هذه الأوقات، التي أسهمت بشكل كبير في تفادي الزحام.