لا تتوقف غرائب الطقوس والبدع التي يحملها الكثير من الحجاج إلى المشاعر المقدسة في كل عام، هذه «الخرافات» تجسدت إحداها أمس لدى عائلة الحاج المصري علي إسماعيل وزوجته ووالدته، التي اختارت الدور الثاني من جسر الجمرات طريقاً لها ل «الثأر» من الشيطان خاطبت «الشاخص» بعبارات الغضب والشتائم على ما سببه لهم من ذنوب وخطايا. فبعد أن رمى كل منهم جماره وهي الحصاة الشرعية، بدأوا بقذف أحذيتهم وقوارير المياه نحو الشاخص، وكأن نوبة هستيرية مفاجئة انتابتهم، بدأها الزوج ومن ثم زوجته ولحقت بهما والدته التي تتنهد بقوة بين كل رمية وأخرى. أحد رجال الأمن ساعدهم على الخروج من هذه النوبة الهستيرية والأدعية الغاضبة على «الشيطان»، ونجح في تهدئتهم حتى أكملوا رميهم وهم «حفاة» وخطواتهم لاتزال تسبقها الغضب من «الشيطان». ويقول علي إسماعيل ل «الحياة»: «كنت أتمنى أن أرى الشيطان حياً وليس جامداً، فهو الذي أوقعني في الذنوب على رغم التزامي الديني، فلم يتبق لزوجتي سوى طلقة واحدة لتكون بائناً، والمشاكل بيني وبينها لم تتوقف حتى يوم أمس، لا أدري لماذا». ويضيف وعيناه محمرتان من البكاء، أنه تعهد أمام الشيطان بأنه لن يتمكن منه مرة أخرى ولن يوقع به تحت أي ظرف، وهو تحد سيكسبه كما يعتقد من خلال الاقتراب من الله والتعوذ من الشيطان الرجيم. وبصوت مبحوح تضيف زوجته كريمة: إن الشيطان لن يتوقف عن إيذائهم، وجاءت الفرصة للانتقام منه برشقه بالحجارة والأحذية، وترى أنهم من بيوت محافظة وملتزمون دينياً، إلا أن المشاكل والوساوس لاتزال تلاحقها هي وزوجها. وتضيف أن ما فعلته من الرمي بالأحذية والقوارير سلوك غير شرعي، لكن لم تستطع أن تكتم غضبها وحقدها على الشيطان الذي قلب حياتها وزوجها رأساً على عقب دون أن تورد تفاصيل أكثر. وبعد أن شربت الحاجة (والدة الزوج) القليل من الماء بعد شعورها بالإعياء نتيجة الرمي والانفعال من مشهد الشاخص الذي تجسد لهم ك «الشيطان»، قالت: «إن الشيطان يستحق الضرب بالحجارة والقذارة والنفايات لأن هذا هو موعد الاقتصاص من الشيطان الذي أثقلني بالخطايا والذنوب».