تعهد قائد القوات الليبية الموالية للحكومة المعترف بها دولياً خليفة حفتر أمس (الإثنين) بالسيطرة على مدينة بنغازي شرق البلاد خلال شهر، وذلك إثر المواجهات المستمرة التي تشهدها المدينة مع جماعات مسلحة من بينها تنظيمات "متطرفة" منذ أشهر. وقال حفتر من مقر عسكري في منطقة المرج شمال شرقي بنغازي، إن قواته "ستنتهي خلال فترة بسيطة من قضية وجود هذا العدو في هذه المنطقة بأكملها"، مشيراً إلى أن "سقوط هؤلاء الارهابيين قريب. وستنتهي العمليات في بنغازي قبل منتصف نيسان (ابريل) المقبل". وأدى حفتر اليمين قائداً عاماً للجيش الليبي الأسبوع الماضي، بعد أن منحه البرلمان المعترف به دولياً رتبة إضافية ورقّاه إلى فريق أول. وتخوض القوات بقيادته معارك يومية مع مجموعات مسلحة بينها جماعات متشددة منذ تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، على رأسها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بهدف السيطرة الكاملة على بنغازي، بعدما سيطرت هذه الجماعات على الأجزاء الأكبر من المدينة في تموز (يوليو) 2014. وتشكل المعارك في بنغازي أحد فصول "عملية الكرامة" العسكرية التي يقودها حفتر منذ أيار (مايو) 2014، والتي قال إن هدفها "تخليص البلاد من نفوذ الجماعات المسلحة"، في خطوة رأتها الحكومة المعترف بها دولياً انقلاباً في البداية، قبل أن تتبناها. وقال حفتر إن "عملية الكرامة جاءت استجابة إلى النداءات الشعبية المتكررة بعودة الجيش الليبي، والتصدي إلى الإرهاب وداعميه"، داعياً العالم إلى "الوقوف مع الجيش الليبي". وفي ليبيا حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في طبرق (شرق البلاد)، وحكومة وبرلمان مناهضان يسيطران على العاصمة بمساندة خليط من الجماعات المسلحة بعضها "متشددة" تعمل تحت اسم جامع لها هو "فجر ليبيا". ويعقد طرفا الأزمة السياسية محادثات برعاية الأممالمتحدة بهدف التوصل إلى حل للصراع، لكن السلطات الحاكمة في طرابلس تؤكد أن "لا حل مع وجود حفتر في المشهد الليبي". وقال رئيس "حكومة الإنقاذ الوطني" في طرابلس عمر الحاسي في مقابلة مع "وكالة الأنباء الفرنسية" الأسبوع الماضي، إن "الحل يتطلب إخراج حفتر من المشهد"، معتبراً أنه "زاد من حجم الجماعات المتطرفة ووحدها".