فتحت السلطات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مدينة عدن أمس، باب التطوُّع لمئات من المجنّدين الجدد من أجل تشكيل قوة للدفاع عن المدينة التي وصلت إليها مجموعات قبلية مسلّحة من بني هلال في محافظة شبوة، تأييداً لشرعية هادي وفي سياق الاستعداد للتصدي لأي محاولة لاقتحام الجنوب من قبل مسلّحي جماعة الحوثيين. وعلمت «الحياة» أن وفد وساطة أرسله هادي إلى قائد معسكر قوات الأمن الخاصة العميد عبدالحافظ السقاف، فشل في إقناع الأخير بإنهاء تمرده على قرار رئاسي بإقالته، وتسليم معسكره إلى القائد الجديد. في الوقت ذاته، هدد حزب «المؤتمر الشعبي» بزعامة الرئيس السابق علي عبدالله صالح المتهم بالتحالف مع الحوثيين «كل من يسعى إلى تمزيق صفوفه» بدفع ثمن، في تلميح إلى قيادات في الحزب موالية للرئيس اليمني. في غضون ذلك، كشفت مصادر حزبية أن القوى السياسية المتحاورة في صنعاء مع جماعة الحوثيين برعاية مبعوث الأممالمتحدة جمال بنعمر، وافقت ليل السبت على تشكيل مجلس رئاسي فيما التزم حزبا «الإصلاح» والتنظيم الناصري الصمت أثناء النقاش، علماً أنهما يتمسّكان بشرعية هادي. وتحدثت المصادر عن توافق مبدئي على تشكيل المجلس من خمسة أعضاء، يمثلون الحوثيين وحزب «المؤتمر الشعبي» (بزعامة علي صالح) وتكتل «اللقاء المشترك» و «الحراك الجنوبي»، إلى جانب عضو من الجنوب، يرجّح أن يتولى رئاسة المجلس. واستقبل هادي في عدن أمس وفد قبائل بني هلال، غداة وصول مئات من مسلحيها إلى المدينة. وأفادت مصادر قريبة من الرئيس أنه دعا «كل القوى الوطنية إلى الاصطفاف إلى جانب الشرعية الدستورية والمساهمة في إخراج البلد من وضعه الحالي». وكرر أن «مخرجات الحوار الوطني المبنية على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، هي صمّام أمان خروج اليمن من أزمته». وفتحت السلطات في عدن باب التجنيد للشبان في كل مديريات المحافظة، ويُتَوَقّع التحاق 1600 من أبناء عدن بصفوف الجيش، إضافة إلى إلحاق 3 آلاف آخرين ب «اللجان الشعبية»، بناء على توجيهات من هادي الذي أمر بتجنيد 20 ألفاً من كل مناطق الجنوب، في سياق مساعيه لتشكيل قوة يستطيع عبرها الدفاع عن سلطاته ومقارعة الانقلاب الحوثي. وحذّر حزب «المؤتمر الشعبي» من محاولات لشق صفوفه، وأكد في اجتماع لأمانته العامة أنه سيظل «حزباً موحّداً قوياً ولن تنجح أية محاولة للنيل منه أو تمزيقه». وبلهجة تهديد جاء في بيان للحزب «كل من يساعد على استهداف المؤتمر سيدفع ثمناً لمواقفه». وكانت قيادات جنوبية في «المؤتمر الشعبي» موالية لهادي التحقت بالتحالف الموسع للقوى السياسية الذي أُعلِن تشكيلُه في صنعاء السبت، للوقوف في وجه انقلاب الحوثيين ومساندة شرعية هادي والتمسك بالمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.