أمر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس بنقل نشاط الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني إلى مدينة عدن، غداة اقتحام جماعة الحوثيين مقرها الرئيس في صنعاء والسيطرة عليه. وكشف هادي للمرة الأولى أن الجماعة طلبت منه ضم 60 ألفاً من عناصرها إلى صفوف الجيش والأمن، ما جعله يقدّم استقالته. معروف أن الجماعة وضعته قيد الإقامة الجبرية قبل أن يتمكن من الإفلات من قبضتها والانتقال إلى عدن، حيث تراجع عن الاستقالة. وصعّد حزب التجمّع اليمني للإصلاح لهجته مع الحوثيين واصفاً جماعتهم بأنها «عصابة انقلابية متعطّشة للسلطة... سطت على الدولة». وحذّرها من «التمادي» في اختبار صبره على «الاستفزازات». وفي خطوة لافتة، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية في طهران أنها نفّذت عملية في اليمن، نجحت في إطلاق ديبلوماسي إيراني خُطِف هناك قبل عشرين شهراً. مؤتمر الحوار وأكدت الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني اليمني في بيان أن مسلحي جماعة الحوثيين اقتحموا ليل الأربعاء مقرها في صنعاء وفرضوا عليه حراساً، في حين كشف نائب الأمين العام للمؤتمر ياسر الرعيني أن هادي أعطى توجيهات لأمانة الحوار للانتقال إلى عدن، ومزاولة أعمالها فيها. وأفادت مصادر قريبة من الرئيس اليمني بأنه كشف أمس خلال استقباله وفداً من الشخصيات الاجتماعية ورجال الأعمال في عدن، أن جماعة الحوثيين طلبت منه بعد سيطرتها على صنعاء إلحاق 60 ألفاً من عناصرها بصفوف الجيش والأمن، وهو ما جعله يفضّل تقديم استقالته على تنفيذ مطالبهم. وعلمت «الحياة» أمس أن لجنة مصغرة من الأطراف السياسية المتحاورة في صنعاء برعاية مبعوث الأممالمتحدة جمال بنعمر، بلورت اتفاقاً مبدئياً في شأن تشكيل الحكومة المقبلة سيُناقش على طاولة الحوار. وأكدت مصادر حزبية أن قضية تشكيل مجلس رئاسي لم يتم التطرق إليها رسمياً، منذ إعلان هادي تراجعه عن الاستقالة. وأشارت إلى وجود اقتراح طرحه بعض الأطراف بأن يتولى هادي تعيين أربعة نواب له من كل القوى السياسية، عوضاً عن المجلس الرئاسي، وهو ما يرفضه الحوثيون إذ يعتبرون هادي رئيساً مستقيلاً فاقداً الشرعية، ويصرّون على تشكيل مجلس رئاسي، استناداً إلى «إعلانهم الدستوري». إلى ذلك، صعّد حزب التجمع اليمني للإصلاح لهجته مع جماعة الحوثيين التي تتهمه بالعرقلة والتحالف مع تنظيم «القاعدة» مهددةً بحلِّه وإغلاق مقراته. كما تشنّ الجماعة حملة اعتقالات في صفوف قيادات الحزب الوسطية، ما أدى إلى خروج الحزب عن صمته، في افتتاحية للناطق باسمه نشرها موقعه الرسمي الأربعاء، وجاء فيها: «ما تقوم به ميليشيا التمرد من تضييق على الحياة السياسية ومحاولة خنقها بما في ذلك التهديد بحل الأحزاب وحظر التعددية السياسية، ليس مستغرباً على عصابة انقلابية متعطشة للسلطة والهيمنة، وتريد التغطية على انقلابها المسلح وسطوها على الدولة». وتابعت في نبرة تحذير: «على العقلاء في جماعة الحوثي أن يحجزوا ميليشياتهم ويكفّوا أذاها ولا يتمادوا في اختبار صبرنا. فتغاضِينا عن استفزازاتهم ليس ضعفاً ولا خوراً ولا عجزاً لكنه ترفُّع عن مجاراة السفهاء، وحرص على أمن البلد واستقراره». على صعيد آخر، نجحت الاستخبارات الإيرانية في إطلاق الملحق الإداري في السفارة الإيرانيةبصنعاء نور احمد نكبخت، الذي خُطِف في اليمن قبل عشرين شهراً. وأكد وزير الاستخبارات الإيرانية محمود علوي ان العملية التي أدت الي إطلاق نكبخت أُنجِزَت من دون دفع فدية أو التعرض للابتزاز. ولم يذكر علوي الذي عقد مؤتمراً صحافياً في طهران لإعلان الخبر بعد وصول الديبلوماسي الي إيران أمس، تفاصيل عن العملية الاستخباراتية التي نفذتها عناصر من وزارة الاستخبارات الإيرانية في الأراضي اليمنية، لكنها تُعتبر إنجازاً للوزارة، خصوصاً أنها «تمت في ظروف معقّدة وأساليب جديدة، وانتهت بتحرير الديبلوماسي من أيدي الإرهابيين، من دون أن تتعرض إيران للابتزاز». وأوضح نكبخت انه خُطِف فيما كان متوجهاً إلي مقر عمله في صنعاء، وواجه ظروفاً صعبة منعته من الاتصال بالعالم الخارجي، طوال فترة احتجازه. وكان في استقباله في مطار طهران معاون وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي قال إن عملية إطلاق الديبلوماسي تمت في ظروف صعبة «ما يدل علي قوة إيران واقتدارها في الجانبين الأمني والسياسي».