أعلنت القوى اليمنية المناهضة لجماعة الحوثيين في صنعاء أمس، تشكيل أوسع تحالف سياسي في مواجهة الجماعة الانقلابية أطلقت عليه «تكتل الإنقاذ»، في وقت خرجت تظاهرات حاشدة في مدن عدة للمطالبة بإنهاء الانقلاب على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي يواصل من مقره الرئاسي في عدن إعادة ترتيب سلطاته الأمنية والعسكرية استعداداً لأي توغل حوثي نحو الجنوب. وأصدر هادي قراراً بتعيين أحد أقاربه سكرتيراً له للشؤون الأمنية، كما قام بتعيين الدكتور محمد علي عبدالله المارمي مديراً لمكتب رئاسة الجمهورية خلفاً لأحمد عوض بن مبارك، الذي كان غادر البلاد الشهر الماضي بعد أن مكث أكثر من عشرة أيام في معتقل للحوثيين. إلى ذلك، كشفت مصادر في «الحراك الجنوبي»، عن أن عدداً من القادة الجنوبيين الموجودين خارج اليمن بدأوا مشاوراتهم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي أملاً في بلورة موقف جنوبي موحد في شأن المستجدات الأخيرة، وأكدت أن من بين الحاضرين الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس. ويضم التكتل السياسي الذي أعلنت القوى المناهضة عن تشكيله في صنعاء أحزاباً ومكونات شبابية ومدنية برئاسة عضو البرلمان عبدالعزيز جباري، ويهدف إلى استعادة الدولة والتصدي لخطوات الجماعة الانقلابية والتأكيد على مرجعية المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني لحل الأزمة في البلاد. ويتألف التحالف الذي أطلق عليه»تكتل الإنقاذ» من أحزاب التجمع اليمني للإصلاح، والتنظيم الوحدوي الناصري، والرشاد السلفي، والعدالة والبناء، والسلم والتنمية، وجناح المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس هادي، كما يضم خمسة مكونات من»الحراك الجنوبي السلمي» والبرلمانيين الجنوبيين، إلى جانب 11 حركة شبابية وثورية و16 منظمة نقابية ومدنية. وتظاهر الآلاف أمس في صنعاء وإب والضالع ومدن أخرى، للتعبير عن استمرار الرفض الشعبي لانقلاب الحوثيين، في حين أكد ناشطون ل «الحياة» أن مسلحي الجماعة قمعوا تظاهرة خرجت في صنعاء واعتدوا على المشاركين فيها بالضرب وقاموا باعتقال عدد منهم كما صادروا كاميرات عدد من الصحافيين. من جهة أخرى، رفض الحوثيون الدعوة التي وجهها مجلس التعاون الخليجي للحوار مع الأطراف الأخرى في الرياض، كما يواصلون تحركاتهم على الأرض بالتنسيق مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح للزحف صوب عدن التي تشهد توتراً أمنياً في ظل وجود قوات أمنية فيها متمردة على هادي وترفض قراراته. وفيما عاد مبعوث الأممالمتحدة جمال بنعمر إلى صنعاء بعد زيارة الرياض والدوحة لمتابعة مساعيه الراعية لمفاوضات القوى السياسية مع جماعة الحوثيين، أفادت مصادر حزبية بأنه أحاط الأطراف المتحاورة بنتائج مباحثاته مع المسؤولين الخليجيين واتفق مع ممثلي الأحزاب على استئناف النقاش لإيجاد حل نهائي للأزمة. وكانت المفاوضات التي اتفقت الأطراف السياسية على استئنافها أمس برعاية بنعمر، توصلت إلى توافق مبدئي في شأن ترتيب السلطة التشريعية وتشكيل حكومة شراكة وطنية لكنها لا زالت تشهد خلافاً حول تشكيل مجلس رئاسي، بسبب رفض هادي له وتمسكه بشرعيته، كما رفض حزبا «الإصلاح» والتنظيم الناصري مناقشة مقترح المجلس الرئاسي من حيث المبدأ.