يهدد حريق هائل مدينة فالباريزو التشيلية المدرجة على لائحة التراث الإنساني، والتي تحدث سكانها عن حال الهلع التي مروا بها، مع ان النيران لم تدمر أي منزل. وأدت الأحوال الجوية التي كانت متوقعة مساء أمس الأول إلى تأجيج بعض بؤر الحريق، لكن من دون أن تسبب أضراراً كبيرة، وفق معلومات رسمية. وقال نائب وزير الداخلية محمود علوي إنه «من أصل ستة قطاعات نواجه فيها صعوبات، أصبحنا نسيطر على أربعة». وكان الحريق اندلع بعد ظهر الجمعة الماضي في المكان ذاته الذي شهد العام الماضي كارثة أودت بحياة 15 شخصاً ودمرت ثلاثة آلاف منزل، ونحو 560 هكتاراً من مزارع الصبار والمراعي والأحراج. وأعلنت السلطات التشيلية مصرع شخص واحد الجمعة الماضي، موضحة أنها سيدة في السابعة والستين من العمر توفيت بجلطة في القلب. وقالت السلطات إن «حال الطوارئ» ما زالت قائمة في مرفأ فالباريزو الواقع على ساحل المحيط الهادئ ومدينة فينا ديل مار المجاورة التي تبعد نحو مئة كيلومتر عن سانتياغو. وأصيب 32 شخصاً بجروح بينهم 19 من رجال الإطفاء. وأكد علوي أن «32 شخصاً أصيبوا وليس هناك أي من رجال الإطفاء في حال الخطر». وأضاف: «ليس هناك مشاكل في حفظ النظام». وتؤكد السلطات أن السكان ليسوا معرضين لأي خطر. ومساء السبت الماضي، لم تعد هناك ألسنة لهب كبيرة ترتفع من المنطقة التي يعمل فيها رجال الإطفاء. وقال خوان سالمورا الذي يقيم في حي سانتا تيريسيتا: «كادت شقتنا تحترق... كان أمراً رهيباً لأن الناس فقدوا هدوءهم». وأضاف: «سادت حال من الفوضى، لم تكن هناك كهرباء والشوارع مغلقة، كل شيء كان مقلوباً». وذكرت صحافية من وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) أن الهدوء عاد إلى وسط فالباريزو ولم يعد يسمع سوى هدير محركات الطائرات والمروحيات التي تشارك في مكافحة الحريق. واندلع الحريق بعد ظهر الجمعة الماضي، في مكب في منطقة أحراج، بينما شهدت الأيام الأخيرة ارتفاعاً في درجات الحرارة. وامتدت ألسنة اللهب التي أججتها الرياح لتدمر نحو 500 هكتار وتهدد بلدات مجاورة. وقالت سيلفيا نولان التي تقيم في فالباريزو وتعمل في محطة للحافلات احترق أحد مواقفها إن «الحريق اندلع هنا. شعرنا أولاً بالحرارة ثم انبعث دخان وكان من المستحيل أن نبقى في مكاننا». وليل الجمعة - السبت، جرى إجلاء حوالى سبعة آلاف شخص، لكنهم عادوا جميعاً إلى منازلهم أمس. ودعت السلطات السكان إلى تجنب التوجه إلى المنطقة، بينما قطع الطريق الذي يربط بين العاصمة وفالباريزو بسبب قرب ألسنة اللهب في هذا الحريق الذي اقترب من أحد أعمدة التوتر العالي ومن محطة للكهرباء. وقال موريسيو بستس، مدير وزارة الداخلية: «إنه حريق معقد بسبب موقعه». وأكد علوي أن الحريق «لم يدمر أي منزل». وكان الحريق الذي شهدته فالباريزو العام الماضي استمر ثمانية أيام في أفقر الأحياء على تلال المدينة. وكان هذا الحريق اسوأ كارثة شهدتها مدينة فالباريزو التي أدرجتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) على لائحة تراث الإنسانية والمعروفة بشوارعها الصغيرة المتعرجة وبيوتها الملونة، ويزورها كل سنة آلاف السياح. وقال رئيس بلدية المدينة خورخي كاسترو للصحافيين إن «هذا الوضع يثير قلق السكان الذين لم ينسوا بعد حريق العام الماضي». ويبلغ عدد سكان فالباريزو التي يحتفي بها الشاعر بابلو نيرودا وتضم منزله الذي تحول متحفاً، 260 ألف نسمة. وكانت المرفأ التجاري الأول والأهم على الطرق البحرية التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ عبر مضيق ماجلان.