تراجعت أسعار الأسماك عن ذروتها التي بلغتها قبل نحو ثلاثة أشهر بنسبة تصل إلى 50 في المئة، وأسهم في ذلك تحسن الطقس، ودخول الخليج العربي في فترة اعتدال في درجات الحرارة، إذ تضاعف صيد الأسماك إلى ما يقارب النصف، فيما أكد صيادون أن الأسعار مرشحة للانخفاض أكثر من ذلك، وتستمر حتى نهاية الشهر المقبل الذي تبدأ فيه درجات الحرارة بالارتفاع إلى أن تصل ذروتها في فصل الصيف. ولا تغيب معظم أنواع الأسماك خلال هذه الفترة عن السوق بسبب وقوعها بين الشتاء والصيف. وعلى رغم الإقبال على الأسماك، إلا أن أسعاره مع الانخفاض تبقى مرتفعة مقارنة بالأعوام الخمسة الماضية، وبلغ سعر الكيلوغرام من سمك الهامور 35 ريالاً (سعر متوسط) فيما تتفاوت أسعار بقية الأسماك، إلا أن معظمها وصل إلى أسعار مقبولة، بحسب بائعين في سوق السمك تحدثوا ل«الحياة». وذكر عبدالله الشرفا أحد باعة الأسماك في سوق القطيف المركزية، أن الأسعار ستشهد ثباتاً نتيجة لتحسن الأجواء بعد موجة الغبار والعواصف الترابية، إضافة إلى انتهاء موسم الروبيان. وقال: «الزبائن تقبل الآن على شراء الأنواع المرتفعة السعر كالهامور والكنعد، التي تراوحت أسعارها بين 30 و50 ريالاً للكيلوغرام. هذه الأسعار غير ثابتة وتختلف بحسب الحجم ومدة صيده، وهي مرشحة للانخفاض أكثر من ذلك، وتستمر لنحو ثلاثة أشهر، لتعود إلى الارتفاع من جديد بسبب الإقبال الذي سيتزايد عليها، إذ يتم في الغالب تناولها في وجبة الغداء». وأشار إلى أن ارتفاع أسعار السمك المتوقع أن يحدث بعد نحو شهر سيعتمد على حال الطقس خصوصاً في أيام العواصف الترابية التي يتم إغلاق الموانئ فيها أمام الصيادين لسوء الأحوال الجوية، ما ينتج منه قلة عدد صيادي الأسماك. وأكد أن الأسعار عادت إلى الانخفاض خلال اليومين الماضيين بسبب قلة الطلب بالدرجة الأولى وقيام الصيادين بزيادة كميات الصيد. من جانبه، أكد البائع هاشم البحاري أن كميات الصيد هذه الأيام مقبولة، «وتحافظ على أسعار نراها مناسبة للصيادين والمستهلك»، وأضاف: «أن الباعة متخوفون من أن تقل الكميات المعروضة وتعود الأسعار إلى الارتفاع من جديد بعد شهر»، وأشار إلى أن فترة الصيف تؤدي إلى ارتفاع أسعار بعض أنواع من الأسماك كالكنعد والجنم، وتشهد أسعارها ارتفاعاً طفيفاً عما هي عليه اليوم في، حين أن سمك الميد يتوافر بكميات محدودة جداً لذلك تكون أسعاره مرتفعة». وتابع: «نحن في الصيف وخلال شهرين سيكون الحر وتعقبه الرطوبة، عندها ترتفع الأسعار بصورة طبيعية، حتى تتحسن الأجواء، وهي دورة تحدث كل عام يعرفها الصيادون وأهالي المنطقة». وأشار إلى أن الصيادين يتوقعون انخفاضاً في أسعار السمك خلال الفترة المقبلة لتحسن الأجواء، موضحاً أنه ليس موسماً ترتفع فيه الأسعار على رغم ما يصيبها من فترات العواصف الترابية. وقال: «سيكون موسم يكثر فيه الإقبال على الأسماك، كما يكثر فيه صيد السمك بسبب توجه الصيادين إلى الصيد في ظروف مناخية معتدلة». وأوضح جاسم المطاوعة، مسؤول مبيعات أسماك في أحد محال محافظة القطيف أن أسعار السمك تتأثر بالطقس وبحركة الإقبال، وقال: «سعر السمك خاضع إلى الأحوال الجوية التي تؤثر في كمية الصيد، التي بدورها تؤثر في الأنواع التي يجلبها الصيادون للسوق»، مشيراً إلى «عدم إمكان تحديد سعر ثابت للسمك بسبب اختلاف العوامل، لذلك تشهد الأسعار ارتفاعاً وانخفاضاً بين اليوم والآخر، إلا أنه في الشكل العام تشهد الأسعار انخفاضاً كبيراً». ولفت إلى أنه في هذه الفترة يقبل المستهلك على الشراء، وهذا الأمر مهم جداً لأن السمك يباع طازجاً، وتأخير بيعه يعني خسارة للبائع والصياد. وبين أن الظروف المناخية السيئة التي يتعرض لها الخليج والتي تسهم في ارتفاع الأسعار بسبب قلة العرض، ستكون محدودة خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن معظم المستهلكين يتوجهون في فترة ارتفاع الأسعار إلى الأنواع ذات القيمة الشرائية المتدنية، سواء كانت محلية أم مستوردة من الخارج، ما أسهم في ارتفاعها هي أيضاً، والتي يصل فيها سعر سمك الشعري إلى 35 ريالاً للكيلوغرام و03 ريالاً للفسكر والحمام». وراوحت أسعار سمك الهامور أمس في السوق بين 35 و50 ريالاً للكيلوغرام، والكنعد بين 25 و45 ريالاً للكيلوغرام، والشعري 25 ريالاً للكيلوغرام، فيما حافظ سعر الروبيان على مستوى ثابت وبلغ حجم الكبير 40 ريالاً للكيلوغرام، والصافي 20 ريالاً، والفسكر 20 ريالاً، والعندك 20 ريالاً، والميد 20 ريالاً، والسبيطي 30 ريالاً.