عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سلسلة من الاجتماعات على هامش مؤتمر «مصر المستقبل» الذي انطلق أمس في منتجع شرم الشيخ السياحي (جنوبسيناء). فأجرى محادثات في مطار شرم الشيخ الدولي مع ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز الذي أكد «وقوف المملكة الدائم والمستمر مع كل ما فيه خير وازدهار واستقرار مصر وشعبها». ثم شارك السيسي في اجتماع رباعي مغلق ضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية الأميركي جون كيري «للبحث في فرص استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وتوفير المناخ اللازم لدفع هذه العملية قدماً من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل»، وفقاً لبيان رئاسي مصري. ونقل البيان تشديد السيسي خلال الاجتماع على «ثوابت الموقف المصري من القضية الفلسطينية، خصوصاً بالنسبة إلى إقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني»، مؤكداً أن مصر «ستظل على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، ومساندتها لخيارات الشعب الفلسطينى ووقوفها الكامل إلى جانبه حتى إقامة دولته المستقلة». وكان السيسي استبق الاجتماع الرباعي باجتماعات ثنائية مع العاهل الأردني وعباس الذي وصل صباح أمس إلى شرم الشيخ على رأس وفد فلسطيني. وأعرب السيسي لملك الأردن عن تقديره لمشاركته في المؤتمر، مثمناً «مواقف الأردن وتضامنها الكامل مع مصر». ونقل بيان رئاسي مصري إشادة الملك عبدالله ب «تنظيم المؤتمر والمشاركة الدولية الواسعة فيه»، مؤكداً «استمرار المواقف الأردنية الداعمة والمساندة لمصر في جهودها نحو تحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار». وأوضح بيان رئاسي أن السيسي اجتمع أيضاً بكيري الذي «أعرب عن ترحيب الولاياتالمتحدة بتنظيم المؤتمر، مشيداً بالقوانين الأخيرة التي أصدرتها الحكومة المصرية لتشجيع الاستثمار، ومؤكداً أن هذه القوانين من شأنها جذب المزيد من المستثمرين وتحقيق طفرة في عملية التنمية الاقتصادية». وأضاف البيان نقلاً عن كيري أن «المشاركة الأميركية الواسعة والرفيعة في فعاليات المؤتمر تؤكد قوة العلاقات التي تربط بين البلدين وحرص واشنطن على دفع الجهود التنموية في مصر بما يعود بالنفع على استقرار المنطقة بأسرها». وكان كيري أشاد في كلمة أمام غرفة التجارة الأميركية على هامش المؤتمر الاقتصادي، بتطبيق السيسي إصلاحات اقتصادية «جريئة» تهدف إلى استعادة ثقة المستثمرين، داعياً رجال الأعمال في بلاده إلى «الاستثمار في مصر». وتعهد «مساندة الولاياتالمتحدة لمزيد من الإصلاحات» التي رأى أنها «ستعمل على تسهيل العمل في مصر وتحمي الاستثمارات الأجنبية». وقال إن «تعزيز استثمارات القطاع الخاص يساعد اقتصاد مصر في تحقيق معدلات نمو سنوية في خانة العشرات. الولاياتالمتحدة حريصة ومستعدة وراغبة في أن تصبح عاملاً محفزاً في التنمية الاقتصادية في مصر، ونحن نحترم الجهود التي تبذلونها بالفعل ونريد المساعدة فيها». وكان كيري قال في تغريدة على حسابه الشخصي على «تويتر» إن لقاء زعماء وقادة العالم والولاياتالمتحدة في مصر «يهدف إلى تعزيز التعاون بين صانعي السياسات الخارجية الأميركية ومنفذي الرخاء العالمي». وأضاف: «إنه يوم حافل في شرم الشيخ للتركيز على الجهود المشتركة التي يمكن تحقيقها في مصر والمنطقة». وكان ولي العهد السعودي أكد لدى وصوله إلى شرم الشيخ على رأس وفد رفيع المستوى للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي «وقوف المملكة الدائم والمستمر مع كل ما فيه خير وازدهار واستقرار مصر وشعبها»، معرباً عن سروره بالمشاركة في المؤتمر، ونقل تحيات خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الرئيس السيسي. وأوضح ولي العهد أن قيادته وفد المملكة تأتي «في إطار حرص السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين على تعزيز وتطوير العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين، وتأكيداً على موقف السعودية الداعم لتنمية واستقرار مصر». وأعرب عن تمنيات خادم الحرمين للمؤتمر بالتوفيق والسداد، وأنه على ثقة بحكمة السيسي التي «سيكون لها أعظم الأثر في إنجاح أعمال هذا المؤتمر للارتقاء والنهوض بمسيرة الاقتصاد المصري وتحقيق الأهداف السامية التي عقد من أجلها».