مع تردد شائعات بان العلماء باتوا قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن نجاحهم في تعديل الجينات في البويضات والحيوانات المنوية وحتى الأجنة لدى البشر طالب خمسة باحثين بارزين أمس (الخميس)، علماء الاحياء بوقف مثل هذه التجارب بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة واختلاط الانساب. وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة "سانجامو بيوساينسيز" ادوارد لانفير إن الدعوة الى الكف عن مثل هذه الابحاث مبعثها مخاوف من ان هذه الجهود تجاوزت الحدود الاخلاقية. وقال لانفير كبير المشرفين على هذه الدراسة التي أوردتها دورية "نيتشر" العلمية في مقابلة "البشر ليسوا فئران أو كائنات تجارب أخرى وهو أمر لا نسعى اليه. يجب ان يتوقف البحث". وقال إن الشائعات التي تقول بان معملا أو معامل باتت على وشك إنتاج جنين بشري معدل وراثيا لا تزال تتردد منذ شهور. ويقول منتقدو هذه الدراسة إن هذه التجارب قد تستغل في محاولة تعديل الصفات الوراثية للإنسان وهي تقنيات وعلم يسمى تحسين النسل. وهناك تقنيتان يمكن ان يستعان بهما للتعديل الجيني للأجنة البشرية وهما تعملان نوعاً ما "كأداة للبحث والاحلال لتعديل دي ان ايه". وقالت دورية "تكنولوجي ريفيو" إنه يجري التخطيط لاجراء تجارب أو انها تجري بالفعل بالاستعانة بهذه التقنية على البويضات أو الأجنة لدى الإنسان، وذلك لتصحيح تشوهات جينية منها تلك التي تتسبب في مرض التليف الكيسي أو في أحد جينات سرطان الثدي. لكن واضعي الدراسة قالوا إن الاساليب الحالية والمبتكرة يمكن ان تتيح للوالدين ممن يحملون مرضا وراثيا محددا عدم توريث هذا الخلل لأطفالهم، كما ان اسلوب التعديل الجيني يمكن ان تدخل فيه أخطاء، ما يعني ان "الآثار الدقيقة للتحوير الجيني في الأجنة قد يتعذر التعرف عليها إلا بعد الانجاب. وعندئذ فإن المشاكل المحتملة قد لا تظهر إلا بعد سنوات". ومن الناحية النظرية، فان الجينات المرتبطة بالذكاء والشكل والسمات الأخرى غير الطبية يمكن تعديلها أيضا داخل الأجنة والبويضات والحيوانات المنوية أو خارجها. وابتكر اسلوب تعديل الجينوم لعلاج الايدز وبعض أنواع الأورام والأمراض الاخرى من خلال تحوير الجينات في خلايا الدم البيضاء على سبيل المثال. وتجري مؤسسة "سانغامو" تجارب اكلينيكية على تقنية تعديل الجينوم بغرض علاج الايدز ما يسمح للمرضى بعدم تعاطي عقاقير المضادات الفايروسية. وحذر لانفير وزملاؤه المشاركون في البحث قائلين إنه اذا أقدم معمل على تخليق طفل "حسب الطلب" مستعينين بالتعديل الجيني فان الغضب الجماهيري قد "يعرقل مجالا واعدا للابتكار العلاجي".