تراجع عدد الناقلات العملاقة المحملة بالنفط التي ما زال المتعاملون يستأجرونها لأغراض التخزين، مع انحسار المراهنة على الاحتفاظ بالخام الرخيص وبيعه لاحقاً بعد أن تعافت الأسعار من أدنى مستوياتها في ست سنوات بشكل أسرع من التوقعات. وكان المتعاملون يسعون الى تحقيق الربح من تخزين النفط وبيعه لاحقاً بسعر أعلى. لكن تعافي أسعار الخام جعل تخزين النفط في الناقلات غير مجزٍ وفقاً لمتعاملين كبار من «غلينكور» و «شتات أويل». واستؤجر أكثر من 30 ناقلة لمدد طويلة في مطلع السنة للاستفادة من ارتفاع سعر التسليم الآجل، لكن عدد الناقلات التي ما زالت مستخدمة في التخزين تراجع إلى 12. ووفقاً لبيانات من وكالة «تومسون رويترز» وسماسرة شحن ومتعاملين، فإن عدد الناقلات المملوءة بالنفط منها لا يزيد على خمسة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «فرونتلاين مانجمنت» النروجية، التي تعد من أكبر مشغلي الناقلات في العالم، روبرت إفيده ماكلويد «ما يصعب إدراكه هو عدد السفن المستخدمة فعلياً في التخزين (...) سنرى في الربع الثاني». وقال متعاملون وسماسرة شحن أن معظم الناقلات المستأجرة بعقود سنوية تعمل حالياً في تسليم الخام كالمعتاد. وكسب بعض المتعاملين بالفعل من البيع الآجل للنفط الرخيص المخزّن وهم يتطلعون الآن إلى الفرصة التالية لتخزين مزيد منه. وقال مدير الأخطار في «ميتسوبيشي كورب»، توني نونان «الجميع متفقون على أن الأسعار ستتحسن في النصف الثاني لكن الأمر المهم هو ما سيحدث في الربع الثاني». إلى ذلك، أعلنت «المؤسسة الوطنية للنفط» في ليبيا أمس أن تجاراً مجهولين عرضوا بيع الخام الليبي بطرق غير شرعية في السوق. وأصدرت بياناً جاء فيه» علمت المؤسسة الوطنية للنفط من مصادر موثوقة في السوق النفطية معلومات مفادها قيام بعض الوسطاء والسماسرة غير المعروفي التوجه، بعرض كميات من النفط الخام الليبي للبيع بطريقة غير شرعية (...) وبهذا تنبه المؤسسة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية والقضائية للتصدي لأي محاولات من أية جهات أو أفراد في الداخل والخارج، من الخروج عن الإطار القانوني في التعاملات التجارية وعلى النحو الذي سارت عليه المؤسسة طيلة عقود». وفي ليبيا أيضاً، أعلن مصدر في صناعة النفط أن حقل الفيل الليبي الذي تشارك «إيني» الإيطالية في إدارته يُنتج ما يصل إلى 80 ألف برميل يومياً. وأكدت «مؤسسة النفط الليبية» أن حقلي «الفيل» و»الوفاء» يعملان «طبيعياً» على رغم مشاكل الكهرباء من حين إلى آخر. إلى ذلك، أفاد مصدر ملاحي بأن إمدادات النفط من كركوك في العراق إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط، ما زالت متوقفة بعد تسرب حصل الإثنين وأن الإصلاحات قد تستغرق يوماً أو يومين آخرين. شركات من ناحية أخرى، وقعت «شركة أبو ظبي لتسييل الغاز المحدودة» (أدغاز) عقد أعمال الهندسة والمشتريات والإنشاءات لتنفيذ المرحلة الأولى من توسيع مشروع تطوير الغاز المتكامل في أبو ظبي، مع إئتلاف شركتي «تكنيمونت» الإيطالية و»أرشيرودن» اليونانية بكلفة إجمالية تقدّر ب491 مليون دولار. وتبلغ مدة التنفيذ 40 شهراً على أن ينتهي المشروع بحلول حزيران (يونيو) 2018. ووقع العقد عن «أدغاز» في مقر الشركة في أبو ظبي رئيسها التنفيذي فهيم كاظم، والرئيس التنفيذي ل»تكنيمونت»، بييروبيرتو فولجيرو، والرئيس التشغيلي ل»أرشيرودن» اليونانية، دينيس كارابيبرس. ويتضمن الإتفاق تنفيذ الحزمة الأولى من توسيع مشروع تطوير الغاز المتكامل وبناء منشآت جديدة في جزيرة داس في أبو ظبي، ومن بينها إنشاء خط أنابيب رابع لتجفيف الغاز ومبرد مشتَرَك للغازات الجافة وأعمال ردم واستصلاح الأراضي البحرية لمشروعي المرحلة الأولى والثانية. ويأتي المشروع ضمن خطط شركة «أدنوك» لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة، من خلال توسيع مشروع تطوير الغاز المتكامل وتطوير منشآته الحالية لزيادة ضخ الغاز من المنشآت البحرية إلى المنشآت البرية. وأعلنت «غلف كيستون بتروليوم» التي تتركز أعمالها في كردستان العراق، أنها تدرس زيادة رأس المال لتوفير تمويل إضافي بينما تواصل المباحثات لبيع أصول أو بيع الشركة ككل. وتوقعت خفض قيمة أصول في حقلها النفطي «أكري - بيجيل» الذي ترغب في بيعه. وشأنها شأن منتجين آخرين في الإقليم، تتراكم ل «غلف كيستون» مستحقات على حكومة الإقليم عن صادرات نفطية ما يفرض ضغوطاً على موازنتها. وأفادت الشركة بأنها تواصل النقاش مع حكومة إقليم كردستان للبدء في صرف مدفوعات منتظمة عن مبيعات النفط الخام. الأسعار في الأسواق العالمية، ارتفع خام «برنت» فوق 58 دولاراً للبرميل للجلسة الثانية على التوالي أمس مع تغطية المضاربين مراكزهم قبيل حلول أجل عقد نيسان (أبريل)، لكن صعود الدولار وزيادة مخزون الخام في الولاياتالمتحدة حدّا من المكاسب. وارتفع «برنت» تسليم نيسان (أبريل) 61 سنتاً إلى 58.15 دولار للبرميل بعدما زاد 1.15 دولار في الجلسة السابقة، ما يعادل اثنين في المئة منتعشاً من أقل سعر في شهر. وتقدم خام غرب تكساس الأميركي 20 سنتاً إلى 48.38 دولار بعدما اختتم الجلسة السابقة منخفضاً 12 سنتاً.