ضبطت الأجهزة الأمنية في منطقة الرياض صاحب شركة حملة حج وهمية، وأربعة موظفين يعملون لديه، وعثر لديهم على أختام رسمية مزوّرة خاصة بالجوازات وبشركات تحمل أسماء مختلفة تم استخدامها في عملية تزوير تصاريح الحج. وأوضح مصدر أمني ل«الحياة» أن القضية أحيلت إلى قسم التزوير في الإدارة العامة للجوازات، ومن ثم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، لإعادة الحق العام والحق الخاص للمتضررين، مشيراً إلى أن فرقة من البحث والتحري حضرت إلى الموقع لرفع بصمات المتضررين. إلى ذلك، تجمّع أكثر من 300 حاج وحاجة من العمالة الإندونيسية في جنوبالرياض على مدى يومين، بعد أن اتفقوا مع عدد من شركات ومؤسسات تدعي تنظيم رحلات كاملة لأداء فريضة الحج، والتكفل بالسكن والأكل والشرب، ونقلهم إلى المشاعر المقدسة بكل يسر وسهولة، وتوزيع المطبوعات التوعوية للحملة وغيرها من العروض التي تستقطب الحجاج، منتحلة أسماء شركات وهمية. واضطر الحجاج الضحايا إلى التجمع من فجر أول من أمس (الاثنين) حتى مساء أمس بجوار الحافلات الثماني التي ستنقلهم إلى مكة في محطة النقل الجماعي في حي العزيزية (جنوبالرياض)، والنوم بجانبها إلى أن تم إدخالهم في الصالات الخاصة. وقال محمد أبوزيد كفيل أحد الحجاج ل«الحياة»: «ذهبت بسائقي إلى إحدى شركات الحج والعمرة (تحتفظ الحياة باسمها)، وقمت بتسجيل بياناته، وتعبئة نموذج تصريح الحج المختوم، إضافة إلى دفع مبلغ 2500 ريال»، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على موعد تحرك الحافلات صباح الأحد الماضي، لكن سائقيها أنزلوا الركاب في صالة الحافلات، ورفضوا مواصلة السفر إلى المشاعر المقدسة، بحجة عدم وجود مبالغ موفرة مسبقاً للحملة، ولاذوا بالفرار.وأضاف أن 50 كفيلاً حضروا في الموقع لتسلّم مكفوليهم، غير أن معظمهم أصر على البقاء في الموقع وافتراش الأرض إلى أن يتمكنوا من إيجاد حل، خصوصاً أن المبالغ المدفوعة للحملة تجاوزت المليون ريال، لافتاً إلى أن الكفلاء أبلغوا شرطة العزيزية والعليا والمربع الذين أكدوا أن صاحب إحدى الشركات معروف بعملية التزوير. من جانبه، قال السيد حسن (سائق مصري) قام بتوصيل خادمة إندونيسية: «بعد ذهابي للشركة صباحاً لإكمال استعدادات الرحلة لم أجد أي موظف سوى تعليمات بضرورة ركوب الحافلة»، مشيراً إلى أن الخادمة استنجدت به، وأخبرته بهروب السائقين في محطة النقل الجماعي. بدوره، أكد مسؤول في محطة النقل الجماعي في الرياض (فضل عدم ذكر اسمه) ل«الحياة» أن الحافلات التي تقل العمالة بدأت بالتوافد على مدى فترات النهار إلى أن اكتمل عددها وتكدست في الموقع، موضحاً أن سائقين آخرين عرضوا على العمالة توصيلهم فقط إلى مكةالمكرمة في مقابل 600 ريال.