نجحت القوات العراقية مدعومة ب «الحشد الشعبي» ومقاتلي العشائر، في استعادة تكريت من يد تنظيم «داعش» وسيطرت على معظم أحيائها، ووصلت إلى وسط المدينة، فيما انسحب معظم مسلحي التنظيم إلى القصور الرئاسية المحصنة التي بناها الرئيس الراحل صدام حسين، أو في اتجاه بلدة الحويجة التابعة لمحافظة كركوك. (للمزيد) من جهة أخرى، حذر رئيس البرلمان سليم الجبوري من «تقسيم البلاد إذا لم تنفذ برامج المصالحة الوطنية بالشكل المطلوب». وأفادت مصادر في الجيش العراقي ومسؤول محلي، بأن القوات العراقية دخلت أمس الجزء الشمالي من تكريت بعد عشرة أيام على بدء هجوم لاستعادتها ومناطق محيطة بها كان يسيطر عليها «داعش». وقال ضابط برتبة لواء: «تمكنا من استعادة السيطرة على مستشفى تكريت العسكري القريب من مركز المدينة، لكننا نخوض معارك في غاية الدقة لأننا لا نواجه مقاتلين على الأرض بل عمليات قنص وأرض ملغمة (...) وتحركنا بطيء». وأوضح أن «القوات شنت هجومها عبر ثلاثة محاور، من محافظة ديالى (شرق) ومدينة سامراء (جنوب) وقاعدة سبايكر العسكرية وجامعة تكريت» (شمال). وسيطرت تباعاً على مناطق محيطة بتكريت أهمها قضاء الدور (جنوب) وناحية العلم (شمال). ولم يشارك طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في العملية، في مقابل دور إيراني بارز. وتحظى تكريت (160 كلم شمال بغداد)، بأهمية رمزية وميدانية، فهي مسقط رأس صدام حسين وتقع على الطريق بين بغداد والموصل. إلى ذلك، شن «داعش» أمس هجوماً في الرمادي، مستخدماً عربات مفخخة وقذائف هاون، على ما أعلنت مصادر في الشرطة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الرائد في الشرطة مصطفى سمير قوله إن التنظيم «بدأ الهجوم بسبع عربات عسكرية من طراز هامر مفخخة يقودها انتحاريون». وأدت التفجيرات الى قتل عشرة عناصر من قوات الأمن، وإصابة ثلاثين، بينهم مدنيون. وأكدت مواقع «جهادية» على «تويتر» أن «انتحاريين من بلجيكا وسورية والقوقاز، كانوا بين المهاجمين». في هذه الأثناء، أعلن التحالف الدولي في بيان أن «داعش لم يعد يتمتع بهامش مناورة على الحدود بين سورية والعراق، لأن القوات المناهضة للتنظيم مدعومة بغطاء جوي، قطعت الطرق التي كان يستخدمها مسلحوه لإرسال الرجال والعتاد، خصوصاً إلى تلعفر والموصل». وأوضح أن القوات التي تتصدى ل «داعش» سيطرت على «أقسام حيوية من الطريق 47 الذي يربط شرق سورية بالعراق» على صعيد آخر، قال الجبوري خلال «ملتقى السليمانية» الذي نظمته الجامعة الأميركية في المدينة أمس، إن «العراق قد يتجه الى التقسيم إذا لم تكرس المصالحة الوطنية، وإذا استمر التقاطع على الأرض بين إيران وأميركا ولم تهيمن الدولة بقوة القانون والمؤسسات ويتم حصر السلاح في يدها». وتساءل: «هل الصراع الأميركي- الإيراني في العراق سباق على النفوذ والنفط والجغرافيا أم هو حلبة صراع لإنهاء الآخر؟ وهل هو فعلاً سباق أم توزيع أدوار؟»، وأضاف: «لم يبق وقت كثير للتفكير في ما بعد داعش، ومرحلة ما بعده تحتاج الى سلم أهلي ومبادرة شاملة للوئام يساهم فيها كل الأطراف السياسية ومؤسسات المجتمع المدني وحتى المؤسسة الدينية».