شدد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في كلمة أمام وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في الدورة العادية ال143 لجامعة الدول العربية في القاهرة، على تحديات ثلاثة تعصف بالعالم العربي تحتم مقاربات جديدة: استفحال ظاهرة التعصب والتطرف الديني الأعمى، وما يَلحَق من تشويه بصورة الإنسان العربي المسلم وبصورة الحضارة العربية والمشرقية، وإسرائيل. وتحدث عن «التماهي بين الإرهاب الداعشي والإرهاب الإسرائيلي». وقال: «اختار الجيش اللبناني المواجهة المباشرة في الميدان، إلا أن قدراته العسكرية ليست بحجم بسالة جنوده»، مشدداً على «ضرورة الدعم العسكري للجيش بالعتاد والذخيرة». وتوقف عند «استفحال ظاهرة التعصب والتطرف الديني الأعمى»، داعياً إلى «يقظة عربية فعلية ومضاعفة». وقال: «عندما تأخذ مكاننا تنظيمات تمحو تاريخ المنطقة وتجرف تراثها وتزيل ثقافتها، فإنها تحتلّنا فكرياً، وليس جغرافياً فقط»، معتبراً أن «إسرائيل تستفيد من حال التخبط والفوضى التي تجتاح عالمنا العربي ومن انهيار المؤسسات واختلال موازين القوى من أجل إنعاش عنصريتها». ودعا الى «تعاون مخابراتي وقضائي ومالي لتجفيف مصادر تمويل الإرهابيين، ومواجهة عقائدية وتربويّة». وتوقف عند العبء الذي يتحمله لبنان نتيجة استضافته «أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري يضافون الى نصف مليون لاجئ فلسطيني، ما يهدّد شعبنا بموجة هجرة جديدة وشديدة». وسألت صحيفة «لو تون» السويسرية باسيل عما إذا كان بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة جزءاً من الحل السياسي للأزمة السورية، فاعتبر أن «الأمور نسبية، وإذا كان لا بد من انتقاء أحد خيارين، فأن نظام الأسد أقل سوءاً». وعن انخراط «حزب الله» في القتال في سورية إلى جانب القوات الحكومية، أعاد باسيل التذكير «بسياسة الحكومة اللبنانية القائمة على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى». وعما إذا كان انقسام المسيحيين في لبنان حول تدخل «حزب الله» يؤدي إلى إضعافهم، رأى أن «وجودهم على جانبي الاستقطاب السياسي في لبنان حمى البلد من انقسام عمودي واسع، وبإمكانهم أن يلعبوا دور جسر التواصل بين السنة والشيعة في لبنان».