تعهد رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت أمس، شن حملة على محاولات التجنيد التي يقوم بها تنظيم «داعش»، بعدما قال مسؤولون في إدارة الهجرة وحماية الحدود إنه تم منع شقيقين أستراليين يبلغان من العمر 16 و17 سنة من السفر من مطار سيدني لدى محاولتهما التوجه إلى مناطق الصراع في الشرق الأوسط. وقال المسؤولون إنهما كان بحوزتهما تذكرتا ذهاب وعودة إلى جهة لم تذكر بالاسم في الشرق الأوسط، وكانا يسافران من دون علم والديهما. وقال أبوت للصحافيين في غرب أستراليا أمس: «تجري عملية غسل دماغ عن طريق الإنترنت للكثيرين في أستراليا، تقوم بها على ما يبدو جماعة القتل هذه. والمراهقان اللذان حاولا السفر إلى الشرق الأوسط واللذين تم إيقافهما بفضل يقظة قوات الحدود، هما مثال آخر على قدرة جماعة القتل على الإغواء ومن المهم أن نبذل ما في وسعنا لمنع ذلك». وأشارت إدارة الهجرة في بيان إلى إنه تم استجواب الشابين ثم أطلق سراحهما وسمح لهما بمغادرة المطار برفقة والديهما. وبموجب السلطات الأمنية الجديدة التي حصل عليها أبوت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، فقد يواجه المواطن الأسترالي السجن لمدة عشر سنوات عقوبة على السفر إلى جهات محظور السفر إليها. ويأتي ذلك في إطار حملة أوسع نطاقاً على ما يصفه أبوت بأنه تهديد متزايد يشكله أستراليون يتحولون إلى التطرف الديني أثناء قتالهم مع جماعات إسلامية متشددة مثل تنظيم «داعش» أو جماعات أخرى على صلة بتنظيم «القاعدة». ولم يعط أبوت إيضاحات إضافية حول الإجراءات التي يعتزم اتخاذها، إلا أنه أشار الشهر الماضي إلى تغييرات في قانون الهجرة تتيح للحكومة سحب الجنسية الأسترالية من الأشخاص الحاملين جنسيتين والمتورطين في قضايا إرهاب. كما تعتزم الحكومة الأسترالية محاكمة أو مراقبة المقاتلين الأجانب العائدين إلى أستراليا، بينما تعهدت كانبيرا بشن حملة لتفكيك المنظمات التي تحض على الكراهية أو التعصب الديني. وأفادت صحيفة تصدرها «فيرفاكس ميديا» الأسترالية للإعلام في تقرير أمس، أن غربياً بدا في صورة إلى جانب إرهابيين من تنظيم «داعش» وأطلق عليه لقب «الجهادي البريطاني الأبيض» في الإعلام، هو في الواقع فتى أسترالي اعتنق الإسلام. وانتشرت صورة الشاب التي يظهر فيها وهو يحمل بندقية ويجلس بين إرهابيين اثنين بينما يبدو علم التنظيم في الخلفية، على «تويتر» في أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وآنذاك تباهى التنظيم بتجنيد الشاب معتبراً أنه «ضربة مهمة» بينما أطلقت عليه وسائل إعلام بريطانية لقب «الجهادي البريطاني الأبيض». وتؤكد الصحيفة أن أصدقاء الشاب وأعضاء مسجدين في ملبورن أكدوا أنه طالب لامع سابق في ال18 من عمره واسمه جايك من دون الكشف عن هويته بالكامل نزولاً عند طلب أحد أفراد أسرته. وتابعت الصحيفة أنه كان بارعاً في الرياضيات وكان يدرس في ثانوية كايدجبورن في ملبورن إلا أنه ترك دروسه في منتصف العام الماضي بعد أن اعتنق الإسلام واشترى بطاقة ذهاب فقط إلى إسطنبول ليتوجه منها إلى سورية والعراق. ويأتي التعرف إلى هوية الشاب بعد أن أوقفت السلطات شابين شقيقين في مطار سيدني يشتبه في أنهما كانا في طريقهما إلى الشرق الأوسط من أجل المشاركة في القتال. وقبل ذلك كانت ثلاث طالبات بريطانيات غادرن منازلهن في لندن للالتحاق بتنظيم «داعش» في سورية في شباط (فبراير) الماضي. وقال «أبو زيد» العضو في مركز هيوم الإسلامي للشبيبة في كولارو للصحيفة إن جايك «كان يأتي إلى هنا عندما يكون لدينا محاضرة مهمة». وتابع: «كان شاباً هادئاً جداً ومنزوياً. لم نكن مقربين ولم ألاحظ أحداً آخر يتقرب منه». وتابعت الصحيفة إن جايك يتخذ لنفسه اسم «عبد الرحيم أبو عبد الله». وأضافت أنه اتصل بأسرته بعد مضي شهرين على اختفائه ليبلغها بأنه في العراق ويتدرب على أداء «مهمة استشهادية» باستخدام سترة ناسفة. ومضت تقول إنه اتصل مجدداً ليقول إنه «خائف جداً ويفضل أن يكون جندياً»، وأنه يعتزم السفر إلى سورية. وتفيد الحكومة الأسترالية أن قرابة 140 أسترالياً سافروا للقتال في صفوف التنظيم الإرهابي في سورية والعراق بينما هناك 150 شخصاً يدعمونهم في الداخل. على صعيد آخر، أوردت شبكة «أن بي سي نيوز» الأميركية أمس، أن مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) يحقق في سلسلة عمليات قرصنة لمواقع إلكترونية أدت إلى نشر راية تنظيم «داعش» عليها. وتابعت الشبكة أن من بين هذه المواقع موقع لسباق السيارات في ولاية أوهايو ومركز غودويل في ميزوري وكنيسة في كندا. كما سجلت هجمات مماثلة على مواقع أخرى غير معروفة في ولايات مونتانا ونيويورك وماساتشوستس ومينيسوتا. وأكد «أف بي آي» علمه بهذه الحوادث وأنه «على اتصال مع الأطراف المتضررة». وقال محلل في الشؤون الأمنية لشبكة «أن بي سي» إنه من غير المحتمل أن تكون لعمليات القرصنة «أي علاقة حقيقية» بالتنظيم الإرهابي. وأشير إلى عمليات قرصنة مشابهة الأحد في إرلندا حيث تعرض موقع مركز دبلن لحوادث الاغتصاب للقرصنة. وكتب على الموقع «قرصنة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية. نحن في كل مكان»، فيما بثت على الموقع أناشيد مرتبطة بالتنظيم.