كان افتتاح المتحف العراقي من جديد خطوة انتظرها كثر، من ناشطين وأدباء ومثقفين وصحافيين ومهتمين بالتراث، لكنهم لم يتوقعوا توقيتها، وقد جاءت كرشفة ماء في لحظة احتضار. ومعلوم أن هذه الخطوة أعقبت تحطيم رجال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) آثار مدينة نينوى وانتشار مجموعة من صور الخراب الذي أصاب المكان بعدما انهالت عليه معاول أفراد «داعش». فنشر المؤيدون والمتحمسون لفكرة افتتاح المتحف على «فايسبوك» صور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أثناء شرائه تذكرة لدخول المتحف. وقال وكيل وزير السياحة والآثار قيس حسين رشيد أن «فكرة إعادة افتتاح المتحف ليست جديدة، وأن مسؤولي المتحف حاولوا فتح الأبواب منذ عام 2012، لكن الظروف التي تعيشها بغداد أمنياً خصوصاً بعد دخول المتشددين إلى الموصل، أعاقت تنفيذ الافتتاح. وعلى رغم ذلك، كانت القاعة الآشورية مفتوحة أمام الصحافيين والزوار لسنوات، أما اليوم فباتت أبواب المتحف مفتوحة أمام الجميع، وما حدث يشعرنا بالفخر لأننا استطعنا أن نعيد الحياة إلى تاريخنا وتراثنا». يضم المتحف أكثر من عشرة آلاف قطعة ضخمة ومتوسطة وصغيرة تعود إلى العصور السومرية والبابلية والآشورية، فضلاً عن آثار العصور الإسلامية بحقباتها المختلفة. كما يضم آلاف الأختام الأسطوانية التي تميز بها سكان وادي الرافدين، وقد تعرّض جزء كبير منها للنهب بعد دخول القوات الأميركية العراق عام 2003. ويوضح رشيد الذي كان أحد الناشطين في متابعة الآثار التي سرقت، أنه على رغم اختلاف التصريحات حول عدد القطع وما استرجع منها، يؤكّد باحثو الآثار أن عدد القطع الأثرية التي اختفت عام 2003 هو 15 ألفاً واستعيد منها خمسة آلاف حتى اليوم. ويقول: «الكثير من زملائي ينشطون في البحث على الآثار عن طريقة متابعة المزادات العالمية التي تُجرى عبر الإنترنت». وأدى تزامن افتتاح المتحف مع هدم حضارة آشور في الموصل إلى اهتمام كبير بالقضية من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين تناقلوا صور الافتتاح بعد يومين من تناقلهم صور انهيار رموز الآشوريين بمعاول أفراد «داعش».