تنظم اللجنة الدولية لتنسيق إنقاذ التراث الثقافي في العراق اجتماعات دورتها الثانية في 22 و23 يونيو الجاري في مقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) بباريس. وسيفتتح الدورة في جلسة عامة مدير عام المنظمة كويشيرو ماتسيورا ووزير الثقافة العراقي نوري فرحان الراوي. وترعى وزارة الثقافة العراقية هذه اللجنة التي الفت في سبتمبر 2003 من أجل تنظيم توزيع المساعدات الدولية على أفضل وجه. وتتألف اللجنة من 25 خبيراً عالمياً منهم ستة من العراقيين وعشرة من المراقبين وممثلي المؤسسات الشريكة لليونيسكو مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو) والمجلس الدولي للمتاحف والمركز الدولي للدراسات من أجل الحفاظ على الممتلكات الثقافية وترميمها والمجلس الدولي للآثار والمواقع والمجلس الدولي للارشيف والرابطة الدولية للمكتبات والمؤسسات والمنظمة الإسلامية للتربية والعلم والثقافة (ايسيكو) وصندوق الآثار الدولي. وتقترح الدول الأعضاء في اليونيسكو أسماء العاملين في اللجنة ثم يتم تعيينهم من قبل مدير عام المنظمة وقد كان الاجتماع الأول للجنة في مايو 2004 وسبقته ثلاثة اجتماعات عقدها خبراء دوليون بالتراث الثقافي العراقي عام 2003 وعملوا فيها على تقدير حجم الخسائر العراقية في مجال التراث الثقافي. وستعمل الدورة الثانية على فحص تطبيق توصيات الدورة السابقة وعلى تدعيم التنسيق الدولي لمصلحة التراث الثقافي العراقي وتقديم اقتراحات وأنشطة جديدة بالإضافة إلى جلسة الافتتاح العلنية تعقد اللجنة اجتماعات مغلقة تدرس فيها أحوال المتاحف والمؤسسات الثقافية والمكتبات ومراكز التوثيق والأبنية التاريخية والمواقع الأثرية والتراث الثقافي غير المادي. يذكر أن من بين المشاريع التي تعمل اليونيسكو على القيام بها مشروع تصليح مختبرات الترميم في متحف بغداد بدعم مالي من الحكومة اليابانية ومشروع قاعدة بيانات توثيق وإدارة مجموعات القطع الأثرية والفنية في المتحف بمساهمة من الحكومة السويسرية ومشروع تحسين حماية موقع نينوى الأثري وتحضير مشروع توطيد «طاق كسرى» وتقديم آلات تصوير المقاسات وتكوين العاملين عليها. وتعرضت الكنوز الثقافية العراقية لخسائر فادحة خلال الحرب الأخيرة وعمل المجلس الوطني العراقي للآثار والتراث على توثيق وتسجيل أكثر من عشرة آلاف موقعاً أثرياً وبقيت مواقع كثيرة غير مسجلة بعد. وهناك موقعان موجودان على قائمة التراث العالمي لليونيسكو هما الحضر وسجل عام 1985 واشور وسجل عام 2003 وهذه المواقع كلها وغيرها بالإضافة إلى ما انقذ من النهب من مجموعات المتاحف الوطنية يشكل تراثاً ثميناً للإنسانية ويشهد على عظمة الحضارات التي تعاقبت على بلاد الرافدين مراحل ما قبل التاريخ الجلي والسومرية والبابلية والاشورية والبابلية الجديدة والفارسية والساسانية والاغريقية ثم العربية - الإسلامية. وساهمت اليونيسكو في السنوات الأخيرة في إعادة الاعتبار إلى تراث عدد من البلدان والأقاليم الخارجة من نزاعات ولا سيما في أفغانستان وجنوب غرب أوروبا وقبرص وكمبوديا وتيمور الشرقية.