أعلنت الولاياتالمتحدة أنها لا تخطط لنقل سفارتها في اليمن من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن، وأن السفير الأميركي سيعمل من مكتب في جدة، بعدما نقلت سفارات غربية وخليجية نشاطها إلى عدن. في غضون ذلك، أصرّت جماعة الحوثيين على رفض شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، واعتبرت الدعوة التي وجّهتها إليه جامعة الدول العربية لحضور القمة العربية آخر الشهر «تدخلاً في الشأن اليمني». وفي سياق تحرّكها الخارجي، وصل وفد من الجماعة إلى القاهرة آتياً من موسكو، وكانت أرسلت وفداً آخر إلى طهران. واقترح هادي أمس نقل الحوار بين القوى السياسية وجماعة الحوثيين إلى مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض، واستقبل في القصر الرئاسي في عدن السفير الجديد لبريطانيا، في حين أكد مبعوث الأممالمتحدة جمال بنعمر عودة الأطراف السياسية المنسحبة من الحوار إلى المفاوضات. وفيما يحاول الرئيس اليمني الضغط على الجماعة من عدن (جنوب) للتراجع عن انقلابها والعودة إلى المسار الانتقالي، رفضت الجماعة أمس دعوة جامعة الدول العربية هادي إلى حضور القمة العربية آخر آذار (مارس) الجاري، واعتبرتها «تدخلاً في الشأن اليمني». وكشفت مصادر الحوثيين عن وصول وفد سياسي من الجماعة إلى القاهرة بعدما اختتم زيارة لموسكو. واستقبل زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في معقله بصعدة (شمال) عشرات من رجال الأعمال اليمنيين الموالين للجماعة، في سياق بحثه عن بدائل لدعم الاقتصاد المهدد بالانهيار في غضون شهرين، وفق تقديرات خبراء. وأفادت مصادر قريبة من الرئيس اليمني أمس، بأنه استقبل في عدن وفداً من قبائل يافع الجنوبية، وأكد خلال اللقاء أن «الاعتراف بالشرعية يتطلب العمل بصورة إيجابية إلى جانب القيادة الشرعية، ورفع الإقامة الجبرية عن رئيس حكومة الكفاءات خالد محفوظ بحاح والوزراء وبقية المسؤولين والمعتقلين السياسيين والشباب الناشطين». وطالب هادي سفراء الدول المشرفة على تنفيذ المبادرة الخليجية، من الدول الخمس الكبرى وسفير الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، بأن يباشروا أعمالهم من عدن، داعياً إلى نقل الحوار من صنعاء بموجب قرار مجلس الأمن. واقترح نقل الحوار بين القوى السياسية وجماعة الحوثيين إلى مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض، إذا كان بعض الأطراف المتحاورة لا يريد الانتقال إلى عدن أو تعز. وجدد هادي رفضه الانقلاب الحوثي والاعتراف ب «الإعلان الدستوري» الذي أعلنته الجماعة مطلع الشهر الماضي، مؤكداً ضرورة العمل على تنفيذ الملحق الأمني لاتفاق السلم والشراكة الذي أصبح جزءاً من الاتفاق ويتضمن إعادة الأسلحة والعتاد إلى الدولة وبسط نفوذها على كل الأراضي اليمنية. وكان بنعمر أكد في بيان مساء الإثنين، عودة أحزاب «الإصلاح» و «الاشتراكي» و «الناصري» وقوى أخرى إلى طاولة المفاوضات التي يرعاها في صنعاء من أجل التوصل إلى حل للأزمة اليمنية، مؤكداً أن «جلسات الحوار ستنقل إلى المكان الذي يحدده». وقال: «نرحب باستئناف كل المكونات السياسية مشاركتها في هذا الحوار. اكتملت الطاولة، وهذا سيسمح لنا بالسير قدماً في هذه المفاوضات من دون تأخير للوصول إلى اتفاق سياسي يطمئن جميع اليمنيين». ورفضت «اللجنة الثورية العليا» للحوثيين في بيان أصدرته أمس، دعوة الجامعة العربية الرئيس هادي إلى حضور القمة العربية، واعتبرتها تدخلاً في الشأن اليمني يتنافى مع أهداف الثورة الشعبية. واعتبرت أن موقف الجامعة «لن يعود على الساحة اليمنية إلا بالمزيد من التوتر والخلاف» داعية الجامعة إلى «إعادة النظر في هذا الموقف حتى تكون عند مستوى تطلعات الشعب اليمني وآماله وثورته». وتظاهر مئات في جامعة صنعاء ضد انقلاب الحوثيين. أمنياً، قُتل ثلاثة جنود من عناصر اللواء «135 مشاة» بتفجير عبوة استهدفت شاحنة للجيش بمديرية القطن التابعة لمحافظة حضرموت (شرق)، وذلك في سياق عمليات تنظيم «القاعدة» ضد قوات الجيش، بالتزامن مع هجماته المستمرة في محافظة البيضاء ضد جماعة الحوثيين. في مونترو السويسرية (أ ف ب) صرّح مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية بأن واشنطن التي أغلقت سفارتها في صنعاء في شباط (فبراير)، لا تخطط لنقلها إلى عدن، مثلما فعل عدد من الدول الخليجية، وصرح المسؤول إلى الصحافيين الذين يرافقون وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن السفير ماثيو تولر سيعمل الآن من مكتب في مدينة جدة.