اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إيران والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح وجماعة الحوثين بإجهاض المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية للحوار الوطني بين القوى السياسية اليمنية، ووصف صنعاء -التي يسيطر عليها الحوثيون منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي- بأنها "عاصمة محتلة". وقال هادي -خلال استقباله وفدا سياسيا وقبليا محليا في مقر إقامته في مدينة عدن (جنوب البلاد)- إن اليمنيين لن يقبلوا هيمنة فئة أو جماعة قبلية على السلطة والثروة في البلاد. وهاجم هادي بشدة جماعة الحوثيين ووصفها بأنها جماعة انقلابية تابعة لإيران. وقد التقى الرئيس اليمني أيضا سفير دولة قطر، الذي أكد أن بلاده تقف إلى جانب الشرعية في اليمن وتدعم الشرعية الدستورية في البلاد. واعتبر السفير القطري أن خروج هادي إلى عدن منذ أيام مغادرا صنعاء -التي كان يفرض الحوثيون عليه فيها إقامة جبرية- هو من أجل استقرار ووحدة اليمن وتنفيذ نتائج مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية. رد الحوثيين وتعليقا على تصريحات هادي، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين محمد البخيتي في تصريحات للجزيرة إن المبادرة الخليجية انتهت لأن الفترة الزمنية المخصصة لتنفيذها كانت سنتين. وأضاف البخيتي أن هادي وكذلك الدول الراعية للحوار هم من يتحملون مسؤولية فشل المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية للحوار الوطني. وكان الرئيس اليمني وصل إلى عدن صباح السبت 21 فبراير/شباط الماضي بعد تمكنه من مغادرة منزله في صنعاء وكسر الحصار الذي فُرض عليه من قبل الحوثيين منذ استقالته يوم 22 يناير/كانون الثاني الماضي. وبعد ساعات من وصوله عدن، أعلن تمسكه بشرعيته رئيسا للبلاد، وقال إن "كل القرارات الصادرة منذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي (تاريخ سيطرة الحوثيين على صنعاء) باطلة ولا شرعية لها". وفد سبأ والتقى هادي صباح اليوم وفدا من إقليم سبأ (يتكون من محافظاتمأرب والجوف والبيضاء) ويضم شخصيات حزبية وقبلية بمقر إقامته في مدينة عدن (جنوبي البلاد). ونقلت وكالة الأناضول عن هادي قوله خلال اللقاء إن "صنعاء عاصمة محتلة من قبل الحوثيين"، وإن "ما قاموا به مؤخرا ضد سلطات الدولة حركة انقلابية سنتصدى لها". وأضاف "لم أغادر صنعاء من أجل إعلان انفصال جنوب الوطن عن شماله، وإنما من أجل الحفاظ على الوحدة التي تحققت بين شطري البلاد عام 1990". كما التقى هادي صباح اليوم أيضا في عدن وفدا سياسيا وقبليا من محافظتي مأرب والبيضاء -يرأسه عبد الواحد القِبْلي رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام- وصل مساء أمس ليعبر عن دعمه للرئيس. ومن المنتظر أن يثير ترؤس القبلي الوفد الجدل لأنه يخالف مواقف حزبه التي ترفض التعامل مع هادي على أنه رئيس شرعي. كما أن حزب المؤتمر تعرض لاتهامات بالتواطؤ مع جماعة الحوثي وتسهيل سيطرة مسلحيها على العاصمة نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، ومؤسسات الدولة بما فيها دار الرئاسة. سفراء الخليج وكان هادي عقد أمس السبت اجتماعا مع السفير السعودي في اليمن محمد سعيد آل جابر الذي استأنف عمله يوم الخميس من عدن. وأكد السفير السعودي في مؤتمر صحفي بعد اللقاء دعم بلاده الرئيس هادي باعتباره يمثل الشرعية الدستورية، مؤكدا "ضرورة استكمال التسوية السياسية في اليمن في إطار المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية". كما أعلنت وزارة الخارجية البحرينية أمس أن سفيرها سيستأنف عمله بمدينة عدن "دعما للشرعية الدستورية"، لتكون بذلك رابع دولة خليجية يستأنف سفيرها عمله من عدن. وكانت دولتا الإمارات والكويت أعلنتا الجمعة الماضي استئناف عمل سفارتيهما في اليمن من مدينة عدن، "دعما وترسيخا للشرعية الدستورية".