القاهرة –«الحياة» - نظمت «ورشة الزيتون الإبداعية» في القاهرة ندوة لمناسبة مرور خمسين عاماً على صدور ديوان «مدينة بلا قلب» للشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي. وجاءت هذه الندوة في أعقاب جدل واسع حول مدى استحقاق حجازي الفوز بجائزة ملتقى القاهرة للشعر في آذار (مارس) الماضي، على اعتبار أنه مقرر اللجنة المنظمة لذلك الحدث. ويمكن النظر إلى الندوة التي أدارها الشاعر شعبان يوسف وشهدت حضوراً لافتاً باعتبارها منبراً أتاح لحجازي الهجوم مجدداً على قصيدة النثر وشعرائها، من دون أن تكون هناك فرصة لشعراء هذه القصيدة للرد. لكن اللافت، على أي حال، هو حديث صاحب كتاب «القصيدة الخرساء» خلال الندوة عن «معركته» مع قصيدة النثر باعتبارها معركة خاسرة. تحدث حجازي، رداً على سؤال عن مفهوم الثابت والمتغير في الشعر، فقال : «الشاعر يبدأ باحثاً عن نفسه وعن طريقه وأسلوبه ولغته وقضيته، وهو حائر في ذلك كله، وفي الوقت نفسه هو حر على رغم فقره، ولأنه يحتاج إلى أن يكون متميزاً، فلابد أن يكون متمرداً على الآخرين، خصوصاً أننا كنا في مرحلة غروب تيار». وأضاف حجازي : «إذا قارنت نفسي الآن بما كنته وأنا في العشرين من عمري أراني محافظاً في ظل وجود تيار أكثر مني عدداً وأغنى وسائل وأقوى نفوذاً في الحياة الثقافية، يحتضن الاتجاهات التي أعارضها. وهناك منابر يقوم عليها أشخاص لا يميزون بين ما هو نثر وما هو شعر، وأتصور أني أمثل تياراً لا أظن أنه المنتصر». واستطرد قائلاً: «فيما يتحدث كثيرون عن التجديد والحداثة والطليعية نجد اللغة في انحطاط، فهل المطلوب مني أن أوافق وأنافق؟». وختم كلامه قائلاً: «إنني شخصياً معجب بقصائد الماغوط باعتبارها نثراً جيداً»!