يتوقع ان يشهد الاسبوع المقبل حلحلة سياسية على صعيد استئناف عقد جلسات مجلس الوزراء بعد الشلل الذي أصابها نتيجة الخلاف على آلية عمل مجلس الوزراء. والتقى أمس، رئيس الحكومة تمام سلام وزير الاعلام رمزي جريج، وجرى عرض الأوضاع العامة، في وقت أكد وزير البيئة محمد المشنوق «أن الأجواء مريحة داخل الحكومة وما ينقل الى خارجها من مشادات بين بعض الوزراء يوضع في خانة التضخيم»، ولفت الى «أن اصرار الرئيس سلام على التوافق من دون تعطيل خيار وحيد أمام مجلس الوزراء لاستكمال أعماله»، كاشفاً عن «أن هناك حلحلة ما بدأت تتظهر في الملف الحكومي وستتبلور في الأسبوع المقبل». واعتبر المشنوق في حديث الى «صوت المدى» ان «العقدة في تعذر انتخاب رئيس للجمهورية ليست داخل مجلس الوزراء انما خارجه»، داعياً الى «إيجاد تسوية حول ملف الرئاسة قادرة على إبعاد الضرر عن لبنان»، ومشيراً الى «وجوب إيجاد رئيس مقبول قادر على أن يعبر بالبلد الى مكان آمن». واذ توقف المشنوق عند ما يرتكبه تنظيم «داعش» في منطقة الشرق الأوسط، شدد على «أننا ضد تهجير أي مسيحي من أرضه وحقه، وأن الاسلام هو معتدل». وفي السياق، شدد وزير الثقافة ريمون عريجي على «ضرورة انتخاب رئيس»، متمنياً أن «يخرج من الداخل كما خرج الرئيس سليمان فرنجية وليس من الخارج، والحاجة باتت اليوم تقتصر على التوافق عليه من الخارج والداخل على حد سواء». ورأى ان «قيمة رئيس الجمهورية أكبر من ان يعالج الانتخابات فحسب، لذا المجيء برئيس موقت أمر غير محبذ، واذا استطعنا انتخاب رئيس لفترة محدودة نستطيع انتخاب رئيس لولاية كاملة». وجدد عبر اذاعة «صوت لبنان» دعم «رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية للمرشح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النيابي ميشال عون للرئاسة، ولكن في حال أتت الظروف معاكسة لعون فإن كل المقومات الرئاسية موجودة ليتبوأ فرنجية المنصب بجدارة». ولفت إلى أن «مشاركة تيار المردة في الحكومة كانت من منظار وطني، واعتياد المسيحيين على غياب الرئيس لا يصح أبداً، والتدخل من الخارج متعذر اليوم بسبب المشكلة بين الدول التي تؤدي إلى تجميد انتخاب الرئيس، فلا هم قادرون على حل المشكلة ولا نحن». واعتبر أن «ما يتعرض له المسيحيون في منطقة الشرق الأوسط كارثة تاريخية، فالوجود المسيحي بات في خطر». وكان وفد من حزب «الطاشناق» برئاسة الأمين العام الجديد النائب آغوب بقرادونيان زار رئيس المجلس النيابي نبيه بري، واوضح ان البحث تطرق الى «عمل مجلس الوزراء واستئناف اجتماعاته، وركزنا على موضوع التوافق شرط ألا يستعمل التوافق ذريعة للتعطيل. وتبقى اولوية الاولويات انتخاب رئيس الجمهورية». بقرادونيان: اولوية سلام الرئيس وكان بقرادونيان أيّد في حديث الى «صوت لبنان» أي جهد «يصب في مصلحة انتخاب رئيس لأنه يشكل الحل الوحيد للخروج من الأزمة»، لكنه استبعد إنجاز هذا الاستحقاق في المدى المنظور». ورأى ان «اللبنانيين هم الذين يفتعلون المحاور والخارج لديه أولويات أهم من لبنان». وقال ان الرئيس سلام ابلغه «ان اولويته انتخاب الرئيس لأنها الطريقة الفضلى لمعالجة الامور واستقالة حكومته وتأليف حكومة جديدة لانه مهما رممنا الحكومة الموجودة نكون نبعد انتخاب الرئيس وبقدر ما ترتاح الحكومة نبتعد عن انتخاب الرئيس». وقال ان سلام يعتبر «ان اعتماد التوافق في الحكومة يجب الا يعني التعطيل». واعتبر بقرادونيان «ان اعتراض وزير واحد على القرارات كان يعرقلها بذريعة التوافق لكن لاسباب غير جوهرية، كذلك هناك اجواء بأنه يجب اعتماد صيغة التحفظ عند أي قرار لا يوافق عليه الجميع ونقصد هنا وزيراً أو وزيرين لكن اعتراض 6 أو 7 وزراء شيء آخر». وأكد ان «ليس هناك وزراء مهمون وآخرون غير مهمين»، رداً على سؤال حول اقتراح توافق الكتل الرئيسة. واعتبر انها «ليست المرة الاولى التي يُخرق فيها الدستور لكن العقل اللبناني المبدع سيجد مخرجاً وأعتقد ان الاسبوع المقبل ستعقد جلسة لمجلس الوزراء». واوضح ان الرئيس ميشال سليمان حين زار حزب الطاشناق قبل يومين ابلغه أن «المعني بالتوافق هو الروحية وليس بالاجماع». وعن التعطيل الذي اصاب مشاريع وزارة الطاقة التي يتسلمها «الطاشناق»، قال انه اذا المقصود اقرار مراسيم بدء التنقيب عن النفط فتجربتنا تدل الى ان الموضوع موضوع محاصصة، على طريقة اعطيني لاعطيك ووقع لي كي اوقع لك، والوزير ارتور نظريان يوقع عندما لا يكون الموضوع محاصصة ولا بد من الوصول الى تسوية (في شأن مراسيم النفط) والرئيس سلام حريص على الا يصل الامر الى التعطيل». وقال ان «الجيش لا يحتاج الى غطاء أو قرار سياسي للقيام بمهماته»، معتبراً «أن قائد الجيش لديه ملء القدرة والثقة لاتخاذ القرارات اللازمة لحماية لبنان وحدوده واستقراره». وأكد أن لا خصومات لحزب «الطاشناق» مع أي طرف آخر، لافتاً الى ان لا انقطاع في العلاقة مع «تيار المستقبل»، وكشف عن اتصال أجراه بمكتب الرئيس سعد الحريري أثناء زيارته للبنان غير أن الأخير كان غادر آملاً بان يلتقيه في الزيارة المقبلة. وعن الحوارات القائمة، اعتبر بقرادونيان أنها «مفيدة حتى لو لم تثمر إيجابيات مهمة إلا أنها تشيع جواً من الهدوء والاستقرار تريح الشارع»، آملاً بأن تصل هذه الحلقات الحوارية الى نتائج ايجابية واتفاقات معينة. وقال انه ليس متفائلاً بإمكان التوصل الى اتفاق على الملف النووي بين ايران والدول الكبرى هذا الشهر، وانه لا يرى انه «اذا حصل اتفاق ايراني - سعودي ستحل كل المشكلات، ربما يساعد في حل بعضها وتهدئة الاجواء». واتهم تركيا بدعم «داعش»، لافتاً الى ان «الحدود بين تركيا وسورية مفتوحة على مصرعيها». ولفت الى ان الحزب سيحيي الذكرى المئوية لابادة الارمن «من خلال مسيرات كبيرة لكن من دون احراق اطارات». وعزا النائب مروان حمادة «الفوضى العارمة التي نعيشها» إلى «حزب الله ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النيابي ميشال عون»، معتبراً أن «كل الفرقاء الآخرين على استعداد لانتخاب رئيس وهم مع حكومة وحدة وطنية». وقال في تصريح: «الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، بمن فيهم الموارنة، مع رئيس توافقي، فلا أحد يريد أن يكلّف البلد درجة إضافية نحو الهاوية، المواجهة قائمة ولكن بفضل تعقل الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري وأقطاب مسيحيين لا تتحول لمواجهة عنيفة». وسأل «ما هو لبنان من دون الاعتدال والتفاهم والحوار وماذا يبقى منه؟». وقال: «الحكومة شُكلت كي لا يكون البلد من دون مرجعية، ولكن عندما تعطي المرجعية صورة عن نفسها بالشكل الذي أعطته اليوم نتساءل، هل كنا على حق أم على باطل في تشكيل الحكومة؟ ما زلت أقول لا يمكننا التخلي عن تشكيل حكومة قبل انتخاب رئيس للجمهورية وهنا أعاتب كل من يجهلون من يمتنع عن التصويت». وإذ شدد على أنه «لا يمكن لأحد أن يأخذ قراراته بحسب مزاجه، وهناك دستور يجب احترامه»، اعتبر أن «عون قد يكون الماروني الأقوى ولكنه اللبناني الأضعف». وأشار حمادة إلى أن «الحوار أنتج حكومة جامعة وتوافقية، والحوارات القائمة يجب أن تنتج رئيساً جامعاً وتوافقياً»، موضحاً أن «هناك أسماء عدة قد يحصل التوافق عليها». وقال: «إذا استمرت الحوارات كما هي فسنخرج منها كما دخلنا، وهي توفر حالياً نسبة من الهدنة السياسية والأمنية». وفي السياق، اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النيابية جمال الجراح ان «حزب الله يعرقل ويعطل الحياة السياسية والانمائية في لبنان، ويشارك أيضا في حربه الى جانب النظام السوري بقرار فردي وكيدي، تنفيذا لأجندات خارجية مسمومة، تاركا الشعب اللبناني يتحمل تبعات إنغماسه في آتون اللهيب السوري، شهداء، جرحى، وتعطيل مصالح الناس». واكد «اننا في مرحلة صعبة ومعقدة تسعى جميع القوى لإلباسنا ثوب الارهاب والتكفير والتطرف»، داعياً «الجميع الى عدم الاستسلام والتراخي والعمل على التشبث بدعم مشروع بناء الدولة والمؤسسات وحماتها لأنها الوحيدة التي تشكل خشبة الخلاص لنا جميعاً».