بحث الرئيس اللبناني ميشال سليمان في نتائج الانتخابات النيابية والتحضير للمرحلة المقبلة سياسياً وحكومياً امس، مع رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري الذي قال انه سيتابع زيارة حلفائه اولاً قبل اي لقاء مع الأمين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصر الله ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون. وصرح الحريري بعد لقائه سليمان ان «اتمام الانتخابات النيابية في يوم واحد كان تحدياً كبيراً بالنسبة للبنان واللبنانيين، والحمد لله قامت وزارة الداخلية بهذه المهمة في شكل علمي ونجحت بها، كما قام الجيش والقوى الأمنية بالمهمة التي يجب ان تقوم بها». ولفت الى ان البحث مع سليمان ركز على «ضرورة استمرار الجو التوافقي والهدوء السائد لأن البلد في حاجة الى هذا الجو، وأكد اننا في «تيار المستقبل» وقوى 14 آذار نرغب في ان يسود جو من التوافق والهدوء والحوار والاعتدال بالمواقف كي نستفيد من الجو الإقليمي القائم من حولنا». وشدد «كقوى 14 آذار على موضوع المناصفة»، وقال ان البحث تطرق «الى زيارة المبعوث الأميركي الخاص الى الشرق الأوسط جورج ميتشل الى لبنان وأطلعته على اجواء لقائي به، خصوصاً لجهة رفض التوطين الأمر الذي يعتبر اساسياً بالنسبة الى عملية السلام، وكذلك بالنسبة الى قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والخروق الإسرائيلية المستمرة للقرار الدولي 1701». وعن المعلومات الصحافية عن ان سورية تفتح ابوابها للحريري وحريصة على العلاقة معه، قال: «ما يهمنا بالنسبة الى العلاقات اللبنانية - السورية ان تكون لبنانية - سورية، لا ان تقوم مع اشخاص كسعد او فلان، بل يجب ان تكون الدولة اللبنانية هي المستفيدة من هذه العلاقات بين الدولتين، وبرأيي فإن سورية تستفيد من ذلك كما يستفيد لبنان. الأهم اليوم هو اين تكمن مصلحة لبنان، ومصلحة سورية. اننا نريد مصلحة لبنان اولاً، وكل ما يفيد لبنان اقتصادياً او صناعياً او تجارياً او امنياً، هذا ما يهمنا». وعن الثوابت التي قد يذهب بها الى سورية في حال كلف بتشكيل الحكومة الجديدة، قال: «فلنكلف بداية. لا ارغب في استباق الأمور. ثمة امور دستورية يجب ان تحصل، تبدأ بانتخاب رئيس المجلس النيابي، ومن ثم هناك استشارات نيابية، وبعدها يجري العمل لتشكيل الحكومة. اللبنانيون ادلوا بأصواتهم وأعطوا قوى سياسية اكثرية، فيما اعطى آخرون اصواتهم للأحزاب الأخرى. وكما عليهم سماع اصوات الشعب اللبناني الذي انتخبنا، علينا كذلك ان نستمع الى اصوات من انتخب الأخوة في حركة «امل» و«حزب الله» و«التيار العوني» و«تيار المردة» وغيرهم. لذلك، مسؤوليتنا هي في اعادة اللحمة اللبنانية وتوحيدها. وإننا في «14 آذار» على ثوابتنا، ويهمنا استقلال لبنان، كما يهمنا ان تكون مصلحة المواطن اللبناني اولوية. هناك الكثير من الأمور التي تجمعنا، وهناك خلافات الا انها ستبحث على طاولة الحوار التي سيعاد تشكيلها مجدداً. والأهم، الا يصدر احد مواقف مسبقة. فليكن الحوار الهادىء بين السياسيين. وكلنا نعرف ثوابت الآخر». وأكد انه «منفتح على الحوار مع الجميع، ولست منغلقاً على احد، نؤمن بأن الحوار هو سيد الأحكام كما يقول نهاد المشنوق (النائب المنتخب). لذلك، فاتجاهنا الفعلي هو ان يسود جو من الهدوء والحوار الذي يمكن ان ينعكس ايجاباً على البلد، وخصوصاً اننا مقبلون على موسم سياحي نأمل بأن يكون لمصلحة لبنان، فينعم القادمون بجماله». وعن كلام رئيس الجمهورية عن اطلاق ورشة اصلاحية في البلاد، اكد الحريري ان «هناك الكثير من القوانين التي يجب بتها بالنسبة الى الموضوع الإصلاحي، وذلك في المجلس النيابي. كذلك، يجب تحضير مشاريع قوانين كي نتمكن من القيام بالإصلاحات اللازمة كي نسهل على اللبنانيين واللبنانيات اعمالهم في هذا البلد. تصوروا ان لبنان اليوم مستقر. اننا نتساءل دائماً عن سبب هجرة الشباب اللبناني، ويعود ذلك لعدم وجود الاستقرار، ولغياب الإصلاح الحقيقي، وللروتين الإداري الذي يحد من تسهيل المعاملات. علينا التخفيف من البيروقراطية، وهذه من اولويات الرئيس سليمان وأولويات اي حكومة مقبلة كي تساعد المواطن اللبناني في العمل. ويهمنا، كذلك، الاستثمار في الأمن وخصوصاً في الجيش والقوى الأمنية لا انتظار بعض المساعدات التي سترد وذلك لتتمكن هذه الأجهزة من تأمين الأمن والسلامة للمواطن». وكان سليمان تشاور مع الوزير نسيب لحود في التطورات السياسية، وبحث مع وفد من حزب «الطاشناق» ضم الأمين العام هوفيك ميختاريان والنائب آغوب بقرادونيان والوزير السابق سيبوه هوفنانيان، مرحلة ما بعد الانتخابات. واطلع من النائب المنتهية ولايته سمير عازار على اجواء منطقة جزين.