انتهت اجتماعات المكتب السياسي لحزب الكتائب على المستويين الموسع والمصغر حيث بدأت بتبني ما ورد في التشكيلة الوزارية لجهة إسناد حقيبة الشؤون الاجتماعية الى الوزير الكتائبي سليم الصايغ من دون أن تؤدي الى تعديل في موقف الحزب، على رغم أن مسؤولين فيه كانوا لمّحوا الى احتمال اتخاذ خطوات تصعيدية ما لم يعد النظر في اتجاه إعطاء الحزب حقيبة بديلة للشؤون الاجتماعية. ومع أن المواكبين لاجتماعات المكتب السياسي الكتائبي لم يعرفوا الأسباب التي أملت على قيادة الحزب قرار تخلف الوزير الصايغ عن حضور الجلسة الأولى لمجلس الوزراء التي خصصت لاتخاذ الصورة التذكارية لأعضاء الحكومة ومن ثم غيابه عن الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري، فإن عودة الصايغ الى الصف الحكومي أثارت أسئلة حول الجدوى من الضجة الإعلامية والسياسية التي قام بها الحزب. ويقول المواكبون أنفسهم إن قيادة الحزب شرعت في اتخاذ الموقف السلبي من مشاركة الصايغ في الحكومة وجاء موقفها أكثر من انفعالي قبل أن تعود عن قرارها من دون حصولها على تعويض يبرر استنكاف وزيرها لأيام. ويضيف هؤلاء أن قيادة الحزب اضطرت الى تنظيم تراجعها بعد أن شعرت بأن مطالبها غير قابلة للتنفيذ، وبالتالي حاولت أن توحي بأن هناك تفهماً لمطالبتها بتفعيل دور وزارة الشؤون والمباشرة بإصلاح سياسي يشمل الهيكلية التنظيمية لقوى 14 آذار، علماً أن ما طالبت به لم يكن أبعد من مطالب «تجميلية» لجأت اليها لإضفاء نوع من «الماكياج» السياسي بقي في إطار البحث عن تبريرات لموقف انفعالي. وفي المواقف الكتائبية، قال الصايغ إن «كتلة نواب الكتائب مستقلة منتمية الى الاكثرية»، موضحاً أن «اعتراض الكتائب كان على أداء فريق 14 آذار خصوصاً بعد الانتخابات النيابية». وطالب ب «إعادة النظر بوضعية تجمع 14 آذار من خلال انشاء قيادة عليا مصغرة اقوى من الموجودة ليستعيد هذا الفريق روحية ثورة الأرز، التي سقط شهداؤنا من أجلها». وتابع: «افتخر بأن أكون عضواً في الحكومة وجزءاً من الفريق الذي سيكوّنه الرئيس الحريري، والامور واضحة والمعايير أصبحت أكثر وضوحاً والصرخة التي اطلقناها ستجعلني اكون ركيزة يمكن للحريري الاتكال عليها». وشدد على «ضرورة اعطاء دفع جديد للاكثرية في الحكومة». ودعا الاكثرية الى «العمل بعضها مع بعض بروحية متجددة»، قائلاً: «اذا بقينا في تفاهمات وتسويات يعمل فيها كل طرف على تحسين موقعه من خلالها فهذا الأمر خطير». وقال عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني: «التزمنا الصمت حيال ما حصل اليوم في انتخابات اللجان وشاهدنا المسرحية التي جرت في مجلس النواب وهكذا كافأوا حزباً قدم آلاف الشهداء ثمناً ليبقى الوطن». وقال: «على وجهنا علامة رضا لكننا لسنا راضين». وأضاف: «حزب الكتائب همش... وسنواجه بمزيد من الوحدة الكتائبية»، محمّلاً المسؤولية الى «الحلفاء قبل الخصوم».