كشف أستاذ امراض القلب في جامعة الملك سعود في الرياض رئيس جمعية القلب السعودية سابقاً الدكتور محمد عرفة، عن إطلاق مشروع لدرس أوضاع 4 آلاف حالة مصابة بارتفاع مستوى الكولسترول في السعودية طبياً، مشيراً إلى أن الدراسة التي ستستمر خلال ستة أشهر، ستشمل 40 مركزاً طبياً بمشاركة 30 طبيباً. وأكد عرفة خلال مؤتمر صحافي عقده أمس بمشاركة المدير العام لشركة «استرازينكا السعودية» الجهة الراعية للدراسة، في فندق الانتركونتننتال في الرياض أمس، أن أهمية الدراسة التي أطلقت تحت مسمى «سيفيوس» تكمن في سعيها إلى تحديد حجم المشكلة العالمية، والتي تعد أحد أهم المشكلات الصحية في دول مجلس التعاون، لافتاً إلى أن الإحصاءات تشير إلى أن شخصاً من كل اثنين مصاب بارتفاع الكولسترول في السعودية ودول الخليج، أي تشكل نسبة المصابين 54 في المئة من السكان. وأوضح أن أمراض القلب والأوعية الدموية أصبحت احد الأسباب الرئيسية للوفاة في السعودية ودول الخليج، «الأمر الذي جعل من قضية التحكم في مستوى الكولسترول قضية مهمة تتعلق بها أرواح الآلاف من المواطنين»، فيما أرجع الزيادة الكبيرة في حجم إعداد المصابين بامراض الكولسترول إلى أساليب الحياة العصرية التي تكثر فيها وسائل الراحة التي تدفع الجسم نحو الكسل والخمول، إضافة إلى انتشار أنماط غذائية غير صحية يكثر فيها تناول الأطعمة الضارة لأجهزة الجسم الحيوية، إلى جانب عدم مزاولة التمارين الرياضية بشكل يومي ومنتظم وربطها بالممارسات اليومية الضرورية للافراد. وذكر عرفة أن الدراسة، التي تعد الأكبر من نوعها على مستوى المملكة ومنطقة الخليج، «تأتي لتؤسس مرجعية بحثية إحصائية طبية شاملة حول أمراض الكولسترول عبر منهج علمي محكم يقوم عليه نخبة من الباحثين السعوديين والأجانب»، مضيفاً «حتى هذه اللحظة لا نمتلك إحصاءات طبية دقيقة حول معدل التحكم في مستوى الكولسترول في المنطقة». وتوقع أن تسهم الدراسة في إعطاء إجابات عدة مرتبطة بالمرض، ما يساعد المجتمع الطبي في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهته. وأشار إلى أن الدراسة ستسير بشكل متزامن مع حملات توعوية وتثقيفية سيطلقها البرنامج لإرشاد المرضى حول أفضل السبل لتحقيق الهدف العلاجي الأهم، والمتمثل في الوصول للمستوى المستهدف للكولسترول بالدم». من جهته، أوضح مدير الإدارة الطبية لشركة «أسترازينيكا السعودية» الدكتور سامي عثمان أن الدراسة الجديدة «سيفيوس – cepheus» تعتبر باكورة أنشطة برنامج (سلامة قلبك) الذي أنشأته الشركة بهدف المساعدة في نشر الثقافة الصحية السليمة بين الأفراد من المرضى والأصحاء على حد سواء، إلى جانب تقليل العبء الناتج عن أمراض القلب والأوعية الدموية في السعودية عبر المساعدة في توفير إحصاءات محلية تسهم في تطوير وتحسين معايير العلاج الطبي ورفع درجة الوعي الصحي بين المواطنين حول طرق وطبيعة العلاج. وحول امتداد مشكلة اختلال مستوى التحكم بمستوى الكولسترول في الدم لتشمل المرضى ممن يستخدمون الأدوية العلاجية، قال: «للأسف الشديد لا تقتصر مشكلة التحكم بالكولسترول على المرضى الذين لا يتناولون الأدوية الطبية بل تمتد إلى أولئك الذين يتناولون الدواء». وأضاف أن دراسة عالمية أظهرت أن 62 في المئة من المرضى الذين يستخدمون أدوية «الستاتينات» - أحد أكثر أنواع الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع مستوى الكولسترول بالدم- لا يزالون عاجزين عن خفض مستوى الكولسترول إلى الحد المطلوب، «ما يعني أن العديد من الأشخاص الذين يظنون أنهم يتحكمون بالكولسترول بمجرد تناولهم الدواء هم في الحقيقة مخطئون».