جمّد الزعيم الديني مقتدى الصدر أمس، أنشطة «سرايا السلام» و»لواء اليوم الموعود»، وهما الجناحان العسكريان التابعان لتياره ويقاتلان في صفوف «الحشد الشعبي»، إلى «أجل غير مسمى». ودعا «كتلة الأحرار» النيابية إلى «توحيد الصف وكتابة ميثاق سياسي» مع باقي الكتل، مبدياً استعداده للتعاون لكشف المتورطين في قتل الشيخ قاسم سويدان الجنابي، منتقداً «الميليشيات الوقحة». وقال الصدر في رد على سؤال لأحد أتباعه عن اغتيال الشيخ الجنابي ودورالميليشيات: «كبادرة حسن نية، أعلن تجميد لواء اليوم الموعود وسرايا السلام وجهات (فصائل) أخرى إلى أجل غير مسمى». وطالب «كتلة الأحرار بالعمل على توحيد الصف السياسي، وكتابة ميثاق مع باقي الكتل، حتى لا تراق الدماء في العراق، فيحقن الدم الشيعي والسني والمسيحي والصابئي وغيره على حد سواء». وأعرب عن «استعداده للتعاون مع الجهات المختصة لكشف المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء». وتساءل: «ألم أقل لكم إن العراق لا يعاني من شذاذ الآفاق فحسب، بل سيعاني من الميليشيات الوقحة أيضاً؟ ألم أقل لكم إنه يجب تسليم الجيش زمام الأمور؟، ألم أقل لكم إن الحقبة السابقة قد ابتليت العراق بازدياد نفوذ الميليشيات وشذاذ الآفاق وتسلّطهم على رقاب الشعب المظلوم؟». ودعا «الجهات السياسية إلى ضبط النفس وعدم الانسحاب من العملية السياسية التي بدأت تتكامل شيئاً فشيئاً». وأكد رئيس «كتلة الأحرار» النائب ضياء الأسدي في اتصال مع «الحياة»، أن «ملف جيش الإمام المهدي وسرايا السلام ولواء اليوم الموعود، تحت إشراف سماحة السيد مقتدى الصدر، وبالتالي فأي قرار يتعلق بهذه التشكيلات مناط بشخصه حصراً». وأوضح أن «القرار الأخير الذي اتخذه الصدر بتجميد عمل التشكيلات المشار اليها، تأتي كرسالة تطمين الى جميع مكونات الشعب، بأنها شكلت لأغراض الدفاع عن العراق وعن المراقد المقدسة من هجمات العصابات الإرهابية داعش، كما أنها رسالة لإثبات حسن النية». وتابع أن «هذه التشكيلات لديها واجب واحد وهو كما أسلفنا، لكن عندما تحصل مشكلات خارج إطار تلك التشكيلات، ويحاول البعض خلق فتنة ما، يبادر سماحة الصدر بتجميد أجنحته العسكرية دعماً للحكومة، الى جانب التأكيد أن تشكيلات تيار الصدر العسكرية تعمل تحت مظلة الحكومة، وهي لا تمارس أنشطة إجرامية لأنها تعمل لاستقرار البلاد لا لجرّه الى فوضى لا سمح الله». وعن انسحاب «سرايا السلام» من مواقعها في سامراء وغيرها، قال إن «كل تشكيلاتنا انسحبت بالفعل منذ فترة، بعدما أدت المهام الموكلة إليها، وهي تحرير بعض المناطق التي سيطرت عليها عصابات الإرهاب داعش وتم تسليمها الى قوات الجيش والشرطة، ولكنها باقية على أهبة الاستعداد، بمعنى آخر إذا استجد أو استدعى الوضع تدخّلها، فإنها لن تتوانى في تنفيذ واجبها الشرعي والعقائدي في الدفاع عن العراق بعد الحصول على أذن من السيد الصدر». ولفت الى أن «جماهير الصدر هي قواعده الشعبية في كل محافظات ومدن البلاد».