استعرض الآلاف من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس، قواهم العسكرية في عدد من المحافظات، خصوصاً في بغداد والبصرة والنجف، متعهدين الرد على تنظيم «داعش» الذي يسيطر على محافظات ذات غالبية سنية، في وقت أكدت كتلة «الأحرار» الصدرية أن «هدف التيار حماية الأماكن المقدسة وليس استهداف طائفة معينة». وكان التيار دعا، بعد سقوط محافظة نينوى في يد «داعش»، إلى تشكيل «سرايا السلام» لتكون مهمتها «حماية العتبات المقدسة ومقاتلة الجماعات المسلحة». في بغداد، احتضنت مدينة الصدر الاستعراض العسكري في ظل إجراءات أمنية مشددة وتم تأجيل الامتحانات المدرسية، فيما حمل عناصر «سرايا السلام» و «جيش المهدي» أسلحة ثقيلة ومتوسطة. وقال الناطق باسم كتلة «الأحرار» جواد الجبوري ل «الحياة»، إن «القوات المستعرضة هي لمساندة الجيش، وليست ميليشيا ولم تشكل لمواجهة أي مكون من مكونات الشعب العراقي». وأضاف أن «قرار السيد مقتدى الصدر كان واضحاً، وهو تشكيل سرايا للسلام مهمتها الأساسية حماية الأماكن المقدسة ودور العبادة الإسلامية والمسيحية على حد سواء». وشدد على أن «السرايا أفواج من المتطوعين من مختلف شرائح الشعب العراقي ولن تكون خارجة عن القانون أبداً، والاستعراض يأتي ليبين للجميع جاهزية الشعب العراقي للدفاع عن نفسه ومساندة قوات الأمن في دحر الإرهاب». وارتدى المشاركون في الاستعراض الزي العسكري، وحملوا العلم العراقي، فيما اتشحت السيارات باللون الرمادي وعلى متن بعضها أنواع من الصواريخ والقاذفات. إلى ذلك، قال ممثل الصدر آمر السرايا في كركوك الشيخ رعد الصخري، أن «الظروف التي يمر بها العراق صعبة، واستعراضنا هذا هو لطمأنة المواطنين، ورسالتنا إلى داعش أننا سنتصدى له ولكل التنظيمات الإرهابية الأخرى ومن يساندها». وأكد أن الجميع «سيكونون جنوداً لحماية العراق وليس هنا من يتحدث بالقومية أو الطائفية، وكلنا سيقاتل داعش والإرهاب. وحب الوطن يجمعنا». وكان مكتب الصدر في محافظة النجف نفى وجود نية لرفع التجميد عن «جيش المهدي»، واعتبر الاستعراض العسكري ل «سرايا السلام» يحمل «رسالتين تحذيرية وتطمينية»، وأكد أن دورها يقتصر على «حماية الأماكن المقدسة ودور العبادة والكنائس». وأفتى المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني ب «الجهاد الكفائي» ضد الإرهاب في الثالث عشر من شهر الجاري لصد هجمات تنظيم «داعش» الذي هدد بالوصول إلى بغداد وكربلاء والنجف. لكن المرجع حذر في ما بعد من تشكيل مليشيات وأكد أن فتوى الجهاد «تعني التطوع في القوات الأمنية الرسمية حصراً»، ووصف من يحاول تفسيرها خلاف ذلك بأنه «واهم».