كييف، باريس - أ ب، رويترز، أ ف ب - سيطر هدوء حذر في غالبية مناطق شرق أوكرانيا أمس، في اليوم الأول لتطبيق اتفاق وقف النار، على رغم خروقات محدودة في مناطق تبادل طرفا النزاع اتهامات في شأنها، فيما برز أول تحد جدي للهدنة في منطقة ديبالتسيفو الإستراتيجية، بعدما استثناها الانفصاليون من الاتفاق ومنعوا مراقبين دوليين من دخولها (للمزيد). وأعلن الجيش الأوكراني تعرّض قواته لإطلاق نار 60 مرة منذ سريان وقف النار، غالبيتها في ديبالتسيفو، اذ اتهم الانفصاليين بإطلاق صواريخ غراد على مواقع قواته في المنطقة. وأضاف أن وحداته صدّت 3 محاولات شنّها المتمردون للاستيلاء على قرية تشورنوخين التي تبعد 5 كيلومترات شرق ديبالتسيفو الإستراتيجية حيث يحاصر الانفصاليون آلافاً من الجنود الأوكرانيين. وأفادت وكالة أنباء تابعة للمتمردين الموالين لموسكو بأن مدينة دونيتسك، معقل الانفصاليين، كانت هادئة أمس، فيما أعلنت السلطات التابعة لكييف مقتل عجوزَين في قرية تسيطر عليها في منطقة لوغانسك الانفصالية. وأكدت منظمة الأمن والدفاع في أوروبا التزام طرفَي النزاع في أوكرانيا الهدنة التي بدأت منتصف ليل السبت - الأحد، مشيرة إلى أنها لم تسجل انتهاكات جدية، على رغم تواصل إطلاق النار في شكل متفرق في مناطق. وأعلنت أن «الالتزام بوقف النار قائم إجمالاً»، متهمة الانفصاليين بمنع مراقبيها من دخول ديبالتسيفو حيث سجّلت تبادل قصف مدفعي. وكان المتمردون اتهموا كييف بنشر مدفعية في ديبالتسيفو بعد منتصف الليل، وقصفها. وقال إدوارد باسورين، نائب رئيس أركان «جمهورية دونيتسك الشعبية»، إن قواته «مضطرة لفتح النار انتقائياً لقمع الأعمال المسلحة للمخربين». واعتبر أن للمتمردين «الحق في إطلاق النار» على ديبالتسيفو، لافتاً إلى أنها تخضع لسيطرتهم ولا تقع ضمن منطقة «خطوط التماس»، ما يعني عدم سريان الهدنة عليها. لكنه أعلن التزام المتمردين وقف النار في سائر مناطق شرق أوكرانيا حيث أسفر النزاع عن مقتل حوالى 5300 شخص منذ نيسان (أبريل) الماضي. وتدخّل الكرملين، اذ أكد الناطق باسمه ديمتري بيسكوف أن «نظام وقف النار ليس مشروطاً ويسري في كل المناطق». أما الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو فنبّه إلى أن عملية السلام مهددة بتحركات المتمردين حول ديبالتسيفو، مؤكداً أن قواته ليست محاصرة بل تلقّت مؤناً. وأعرب عن أمله بعدم «تفويت الفرصة الأخيرة لبدء عملية سلمية طويلة وصعبة من أجل تسوية سياسية»، مستدركاً: «إذا صُفِعت أوكرانيا، لن تدير خدّها الآخر». وسبقت وقف النار معارك طاحنة حول ديبالتسيفو وتبادل قصف مدفعي أوقع 3 قتلى وسط دونيتسك، علماً أن الخارجية الأميركية أعلنت أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية لشرق أوكرانيا أظهرت «أدلة ذات صدقية» تفيد بنشر الجيش الروسي مدفعية وقاذفات صواريخ حول ديبالتسيفو، لقصف القوات الأوكرانية. وبرز ملف خلافي آخر، بعدما أعلنت كييف استعدادها للشروع في سحب الآليات الثقيلة من خطوط المواجهة، لكنها ربطت بدء التنفيذ بسحب الانفصاليين آلياتهم قبل ذلك. ونصّ اتفاق وقف النار على بدء الطرفين سحب المعدات والأسلحة الثقيلة إلى مسافة 25 كيلومتراً على جانبَي خطوط التماس، بعد يومين على وقف النار. لكن قصر الإليزيه أعلن أن بوروشينكو والرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل «لاحظوا» بعد اتصال هاتفي اثر ساعات على تطبيق الهدنة، أن «التقيّد بوقف النار مرض في شكل عام، على رغم حوادث لا بدّ من معالجتها سريعاً». وأضاف أن القادة الأربعة «توافقوا على أهمية التقدّم في تطبيق المراحل المقبلة الواردة في اتفاق مينسك».