تتجه أنظار الشارع الرياضي عامة، وجماهير الهلال والأهلي خاصة صوب إستاد الملك فهد الدولي في الرياض، الذي يحتضن مساء اليوم (الجمعة) النهائي الكبير على كأس ولي العهد، ولا مجال للحسابات والمعطيات التي تسبق الصافرة الأولى، فكلا الطرفين يملك الخبرة الكافية للتعامل مع المباريات الكبيرة، كما أن لاعبي الضفتين لديهم الخبرة العريضة للوصول إلى أبعد نقطة في المباراة. مشوار الفريقين في الأدوار الماضية لم يكن سهلاً على الإطلاق، فالهلال أزاح نظيره الاتحاد من دور ال16، بعد أن أُعفي من المشاركة في دور ال32 كونه وصيف النسخة الماضية، ثم تغلّب على حطين بثلاثية، قبل أن يعبر الخليج في نصف النهائي بالنتيجة ذاتها، في الوقت الذي تجاوز الأهلي فريق الحزم بهدف من دون رد في المرحلة الأولى، ثم كسب هجر بهدفين من دون رد، وتغلب على الاتفاق بهدفين مقابل هدف، قبل أن ينجح في تجاوز أصعب المحطات في نصف النهائي عندما كسب «حامل اللقب» وأكثر الفرق ترشيحاً للمنافسة على كأس البطولة فريق النصر بهدفين مقابل هدف. الهلال الذي يعيش أسوأ مواسمه خلال ال10 أعوام الأخيرة، لن يدّخر لاعبوه جهداً لمصالحة الجماهير الغاضبة التي تعالت أصواتها أخيراً مطالبة برحيل الأجهزة الإدارية والفنية كافة، وبتسريح اللاعبين الذين أثبتوا عدم جدوى بقائهم في الصفوف الزرقاء، وعلى رغم أن الفريق يحمل الرقم القياسي بعدد مرات الفوز بكأس البطولة ب12 مرة، إضافة إلى رقم يصعب تجاوزه بعدد الوصول إلى المباراة النهائية بثمان مرات على التوالي، إلا أن الترشيحات على غير العادة لا تميل إلى الكفة الزرقاء، إثر المستويات المتأرجحة في الموسم الحالي، وغياب روح اللاعبين داخل مساحات المستطيل الأخضر، إذ يحبذ بعض اللاعبين الاستعراض الفردي من دون النظر إلى مصلحة الفريق في نهاية المطاف، خصوصاً الثنائي سالم الدوسري وسلمان الفرج، إضافة إلى سبات المهاجم ناصر الشمراني وغياب خطورته التامة قرب المرمى. المدرب الروماني ريجيكامب الذي لا يجد أي قبول لدى الجماهير الهلالية، أمام فرصة لا تعوض لتحسين صورته أمام الشارع الرياضي، وتدوين اسمه في سجلات الفريق البطولية، وهو مطالب أكثر من أي وقت سبق، في التعامل المثالي مع قدرات اللاعبين، وإعادة شيء من هيبة الخطوط الزرقاء التي تلاشت تماماً في المنافسات الماضية، ومتى ما أحسن اختيار العناصر الأساسية، وحذّر حارس مرماه عبدالله السديري من مغبّة الثقة الزائدة والفلسفة غير المبررة سيجد فريقه منافساً شرساً على كأس البطولة. وعلى الضفة الثانية، يشمّر لاعبو الأهلي عن سواعدهم للعودة إلى منصة التتويج من جديد، بعد أن غاب الفريق عن سماء البطولة منذ 2007، ويبدو الفريق في أحسن أحواله الفنية والإدارية، والجماهير تتطلع إلى مشاهدة فريقها يعانق الذهب بعد أن اكتملت الصفوف، وارتفع سقف الطموحات، والكتيبة الخضراء حُبلى بالأوراق الرابحة في المراكز كافة، عدا خط الدفاع الذي يعاني كثيراً من الهفوات التي تسببت في ولوج أهداف سهلة جداً، كان آخرها هدف التقدم للنصر في مباراة نصف النهائي. الحارس الشاب عبدالله المعيوف بات يحمل على عاتقه طموحات وآمال الجماهير الأهلاوية بعد البروز اللافت في المباراة السابقة، ما جعل الجميع يجيّر الانتصار إلى مجهودات المعيوف في تلك المباراة، كما أن البرازيلي برونو سيزار يحمل جزءاً كبيراً من طموحات جماهير فريقه، فهو يملك خبرة عريضة جداً في المباريات الكبيرة، ولدية قدم قلّما تُخطئ طريق المرمى، في الوقت الذي يسجل تيسير الجاسم ومصطفى بصاص حضور ذهني ولياقي عالٍ جداً، ومتى ما اكتملت جهوزية السوري عمر السومة، ستكون الهجمات الأهلاوية في غاية الضراوة، وستزداد مهمة مدافعي الهلال صعوبة في الحد من خطورة السوري بالطرق المشروعة. واتفقت الإدارتين على تحفيز اللاعبين بالمكافآت الضخمة، إلى جانب وعود الشرف بمبالغ أخرى، إلى جانب الحضور الشرفي اللافت في المعسكرين للحصة التدريبية الأخيرة، كما أن المدربين السويسري غروس في الأهلي، والروماني ريجيكامب في الهلال اتفقا على إغلاق الحصة التدريبية الأخيرة لأجل المحافظة على سرية آخر المخططات الفنية، وإخفاء معالم التشكيل الأساس الذي سيخوض المباراة مع صافرة البداية.