تشخص أنظار عشاق الكرة الآسيوية، خصوصاً بشطرها الغربي على قمة الهلال السعودي ومضيفه العين الإماراتي اليوم في إياب نصف نهائي دوري أبطال آسيا على ملعب الأخير، في مباراة يتوقع لها النقاد أن تكون في قمة الإثارة والندية على رغم التباين الكبير في فرص الفريقين في خطف بطاقة النهائي، بعد أن خرج الهلال بانتصار عريض في مواجهة الذهاب بالرياض بثلاثة أهداف من دون رد، وهو ما يعطيه أفضلية مواصلة المشوار صوب النهائي الكبير حتى لو تعرض للخسارة بفارق هدفين. الهلال قدم أداء رائعاً في المباراة السابقة في حضره جماهيره، ووضع يده على أفضل نتيجة في مباريات الذهاب والإياب، إلا أن جماهير لا تزال تتذكر موقعة الغرافة القطري الشهيرة، عندما كسب الأزرق الذهاب بثلاثية وكاد أن يودع بالإياب، لولا السيناريو غير المتوقع في الدقائق الأخيرة، وهو ما جعل الإدارة الهلالية تحذر اللاعبين من مغبة الثقة الزائدة والتعامل الجاد منذ الصافرة الأولى، وترصد المكافآت من أجل الاستفادة من جمله الفرص وعبور محطة العين، وصولاً إلى النهائي الذي غاب عنه الفريق الأزرق أكثر من 14 عاماً، تجرع فيها أبناء الزعيم مرارة الوداع الباكر من مختلف الأدوار ومن فرق تبدو أقل عدة وعتاداً من كبير آسيا في سنوات مضت حقق خلالها ستة ألقاب جعلته يتربع على هرم الفرق الآسيوية. المدرب الروماني يجيكامب الذي جاء خلفاً للوطني سامي الجابر الذي بدأ المشوار الآسيوي، يدرك المعنى الحقيقي للقب الآسيوي لعشاق الهلال وإدارته وأعضاء شرفه، وكل الأنظار والتطلعات تتجه صوب أوراق الروماني وما يدونه من مخططات فنيه، وتغييرات واسعة على الكتيبة الزرقاء، فهو يحمل آمال جماهير طال انتظارها لبطولة القارة، وسبق أن أكد ريجيكامب أنه يسعى بكل ما أوتي لوضع يده على البطولة القارية الأهم، ومتى ما أحسن الروماني انتقاء القائمة الأنسب لن يجد صعوبة في تجاوز المحطة الأهم في مشوار البحث عن البطولة، فلديه أسماء رائعة في المراكز كافة، إذ يحتكم على خط وسط قوي جداً بقيادة المقاتل الروماني بينتلي وسعود كريري وسلمان الفرج على محور الارتكاز لإغلاق المنافذ كافة أمام مهاجمي العين، مع إعطاء البرازيلي نيفيز وسالم الدوسري حرية التحرك على الأطراف لمساندة ناصر الشمراني الذي يقف وحيداً في خط المقدمة. الكتيبة الهلال مليئة بالأسلحة الهجومية القادرة على تسجيل الأهداف، فناصر الشمراني مهاجم فذ ومتى ما تحرك كما يجب، سيضع فريقه في المقدمة بغض النظر عن قوة دفاع الخصم، كما أن قدم البرازيلي نيفيز تعرف طريق المرمى جيداً، سواء من الكرات الثابتة أم ركلات الركنية، أو الهجمات المرتدة، خلاف الخطورة البالغة التي يشكلها النجم سالم الدوسري على الطرف الأيمن، كما أن دكة الاحتياط لا تخلو من الأوراق الرابحة التي تنتظر الجماهير مشاركتها في حال تأخر الحلول، فنواف العابد وعبدالعزيز الدوسري خيارات إيجابية، إضافة إلى خبرة ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب. وعلى الضفة الثانية، يدخل العين الإماراتي بحسابات صعبة، بعد الخسارة الموجعة في مرحلة الذهاب بثلاثة أهداف من دون رد، وعلى رغم ذلك رفع المدرب الكرواتي زلاتكو رأية التحدي، وأعلن أن فريقه لن يتنازل عن حظوظه في التأهل إلى النهائي، مؤكداً معرفته بقدرات لاعبي الهلال، وأنه أعد العدة لرد الاعتبار، وهو الآخر لديه أسماء من الوزن الثقيل، من شأنها قلب الحسابات رأساً على عقب، ويكفي وجود الهداف الغاني جيان أسامواه والفرنسي كيمبو والسلوفيني ميروسلاف، إلى جانب الأنيق عمر عبدالرحمن. العين فريق قوي جداً، ولدى لاعبيه الخبرة الكافية في التعامل مع المباريات الحاسمة، وسعى مدربه الكرواتي زلاتكو في المباراة المحلية الأخيرة أمام عجمان والتي كسبها الفريق بأربعة أهداف من دون الرد الوقوف على كامل جاهزية فريقه، وعمد في الحصص التدريبية الأخيرة إلى التركيز على النواحي الهجومية، بحثاً عن مباغتة الهلال بهدف باكر، من شأنه يقرب طموحات فريقه التي تبدو بعيده قبل انطلاق دقائق المباراة.