تمكنت الوحدات الأمنية التونسية من كشف «مجموعة إرهابية خطيرة جداً» بتهمة التخطيط لاستهداف منشآت أمنية وعسكرية، فيما اعتبر زعيم حركة «النهضة» راشد الغنوشي أن التوافق بين العلمانيين والإسلاميين أنقذ البلاد من الغرق. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان صدر أول من أمس، أن وحدات مكافحة الإرهاب في محافظتي نابل والمهدية (شرق البلاد) كشفت «خلية إرهابية خطيرة جداً ومهيكلة تنظيمياً تحمل اسم كتيبة أبو مريم وتختص في الاستقطاب والرصد والتمويل». واعتُقل 20 عنصراً ينشطون في هذه الكتيبة «يتوزعون على 6 خلايا مختصة برصد تحركات الأمنيين وتمويل العمليات المسلحة واستقطاب الشبان إلى تلك المجموعات. وأضاف البيان أن هذه الخلية «راقبت منشآت أمنية وعسكرية في محافظة نابل لاستهدافها لاحقاً فضلاً عن التخطيط للقيام بعمليات خطف وذبح». وأتت هذه العملية بعد يومين من القضاء على العنصر المسلح «صابر المطيري» في محافظة سليانة (وسط) المتهم بالمشاركة في قتل وذبح جنود في المناطق الحدودية المحاذية للجزائر (غرب). إلى ذلك، أنهى قاضي التحقيق في محكمة العاصمة التونسية عمله في قضية «استهداف وتفجير وزارة الداخلية» وأودع 21 متهماً السجن وأفرج عن 12 آخرين فيما يبقى 10 في حالة فرار. ووجه القاضي تهماً لأعضاء الخلية تتعلق بالتخطيط لعمليات إرهابية واستهداف منشآت أمنية حساسة بسيارات مفخخة. في سياق آخر، اعتبر رئيس حركة «النهضة» أن «التوافق بين الإسلاميين والعلمانيين أنقذ البلاد وصنع الاستثناء التونسي الذي يفتخر به العرب وكل العالم». واعترف الغنوشي بأن «ما حدث في مصر (عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي قبل سنة ونصف) كان زلزالاً أوشك أن يغرق المركب التونسي»، معتبراً أن «النهضة» قدمت تنازلات كان لها دور في حماية تونس من أزمات سياسية وأمنية واجتماعية حادة. وقال الزعيم الإسلامي البارز، إن حركته لم تدعم الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي في الانتخابات الرئاسية الماضية، إذ إن «استطلاعات الرأي كانت تؤكد عدم فوزه، ولم يكن ممكناً للحركة أن تعلن مساندتها إياه، وآثرت البقاء على الحياد وترك الحرية لأنصارها».