فورت هود (الولاياتالمتحدة) - أ ف ب - قتل الرائد الفلسطيني الأصل في الجيش الأميركي نضال مالك حسن، 13 جندياً وجرح 30 آخرين في قاعدة «فورت هود» العسكرية الاميركية، قبل ان يصاب بأعيرة عدة إثر إطلاق النار عليه، وينقل الى قسم العناية المركزة في مستشفى القاعدة، في وقت بدأ الجيش التحقيق في أسباب إطلاق النار على زملائه. وأطلق حسن (39 سنة) النار من مسدسين، أحدهما شبه رشاش، لم يحصل عليهما من الجيش، في المركز الطبي التابع للقاعدة حيث أجريت فحوص طبية أخيرة لجنود يستعدون للانتشار في العراق وافغانستان، ثم توجه الى قاعة شهدت مراسم توزيع شهادات حضرها حوالى 600 شخص. وردت ضابطة بإطلاق النار على حسن الذي أصابها بدوره من دون ان يقتلها. وقال الناطق باسم القاعدة الفريق روبرت كون: «جنبنا رد الفعل السريع على إطلاق النار وضعاً أسوأ»، مؤكداً استناداً الى تحقيقات شملت حوالى 100 شخص في القاعدة عدم وجود شريك لحسن الذي لم يستطع الحديث الى المحققين، على رغم انه لا يواجه خطر الوفاة. وكشف الفريق كون أن الأدلة المتوافرة عن الاعتداء لا تشير الى ارتباطه بمخطط ارهابي. وعرضت محطة «سي ان ان» الاخبارية فيديو مراقبة ظهر فيه حسن قبل ساعات من إطلاق النار مرتدياً «دشداشة» في متجر صغير بالقاعدة ويشتري قهوة ورقائق بطاطا. وأعلن نادر حسن، ابن عم الرائد نضال الذي اهتم بصفته طبيباً نفسياً بجنود عائدين من مهمات في افغانستان والعراق في محاولة لتقليص نسبة الانتحار والاكتئاب المرتفعة في صفوف الجيش وبينها 75 لجنود في قاعدة «فورت هود» منذ عام 2003، ان قريبه كان مرعوباً من فكرة إرساله الى العراق، وان جنوداً آخرين دأبوا على مضايقته بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وأوضح في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» ان نضال المولود في الولاياتالمتحدة لأبوين فلسطينيين قدما من مدينة صغيرة قرب القدس، عين محامياً عسكرياً لمحاولة منع نقله الى العراق، حيث ينتشر حوالى 15 الفاً من فرقة الفرسان الاولى التابعة لهذه القاعدة، و «عرض من دون جدوى دفع تعويض للسلطات كي يستطيع الاستقالة من الجيش». وأكد ان قريبه «لم يبد ميلاً الى العنف في السابق، فيما كشف الإمام فضل خان ان نضال كان يتوجه الى المسجد مرة يومياً على الاقل، ووصفه بأنه «رجل مؤمن» يطرح عليه اسئلة كثيرة حول الدين، «لكن اسئلته لم تنم عن تطرف، ولم يعبر يوماً عن شعور بالإحباط او رغبة في الانتقام». في المقابل، اعلن زميل سابق للرائد ان الاخير أمل في رؤية المسلمين «يقاتلون المعتدي» في العراق وافغانستان. وعاش نضال في فرجينيا (شرق) ودرس في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا التي شهدت عام 2007 حادث إطلاق نار اعتبر الاسوأ في تاريخ الولاياتالمتحدة، واسفر عن سقوط 32 قتيلاً. عاد حادث القتل الاخير في قاعدة اميركية الى ايار (مايو) الماضي، حين اردى جندي اميركي بالرصاص خمسة من زملائه في بغداد. ودانت منظمة مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية (كير) بشدة «العنف المجاني والاعمى الذي لا تبرره اي عقيدة سياسية او دينية»، فيما ابدى ابراهيم هوبر احد اعضاء المنظمة تخوفه من ان تنقلب المأساة ضد المسلمين. وكانت المنظمة اصدرت في الماضي عريضة حملت عنوان «ليس باسم الاسلام» لإدانة الاعمال الارهابية التي ترتكب باسم هذا الدين، علماً ان استطلاعاً للرأي نشره معهد «بيو» في ايلول (سبتمبر) الماضي اشار الى ان 38 في المئة من الاميركيين يعتبرون ان الاسلام يحض على العنف اكثر من باقي الديانات، بينما رأى 58 في المئة ان المسلمين يتعرضون لتمييز في الولاياتالمتحدة. وفي كلمة بثها التلفزيون مباشرة، دان الرئيس الاميركي باراك اوباما «الهجوم العنيف المروع»، متعهداً كشف ملابساته. وقال إن «فقداننا جنوداً اميركيين شجعان في ميدان المعركة في الخارج امر صعب. ومن المروع ان يتعرضوا لإطلاق النار في قاعدة عسكرية داخل البلاد». ووقف اعضاء مجلسي النواب والشيوخ الاميركيين دقيقة صمت بعد الحادث. وأمر حاكم تكساس ريك بيري بتنكيس الأعلام حتى الاحد.