سنغافورة - أ ف ب - كشفت مسودة البيان الختامي لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ «آبيك» التي ستعقد في سنغافورة الأسبوع المقبل، ان قادة المنتدى سيتعهدون الاستمرار في سياسات الإنعاش الاقتصادي، وسيدعون أيضاً إلى خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري إلى النصف بحلول 2050. وسيشارك في القمة التي تعقد يومي 14 و15 من الشهر الجاري الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يقوم بأول جولة له في آسيا منذ توليه السلطة. كما يشارك فيها الرئيسان الصيني هو جينتاو والروسي ديمتري ميدفيديف. سياسات الانعاش وجاء في نص المسودة التي حصلت عليها وكالة الأنباء الفرنسية: «سنبقي سياساتنا للحفز الاقتصادي إلى حين ضمان انتعاش اقتصادي مستدام»، مشيرة إلى ان الانتعاش الاقتصادي الحالي لم يقف بعد على أساس صلب. وفي شباط (فبراير) الماضي، شرعت إدارة أوباما في تنفيذ برنامج إنعاش أفاد منه القطاع المصرفي، وصناعة السيارات وقطاعات أخرى. وساعد البرنامج، الذي ينفذ بالتزامن مع برامج حفز أخرى على إخراج الاقتصاد الأميركي من أسوأ أزمة منذ عقود، حيث إنه عاد إلى النمو في الربع الثالث من هذه السنة، بعد ركود استغرق نحو سنتين. ومن دول «آبيك» الأخرى التي نهجت سياسة مماثلة، الصين التي اعتمدت نهاية العام الماضي خطة إنعاش بنحو 600 بليون دولار، رفعت معدل نموها هذه السنة من 6.5 إلى 8 في المئة. ووفقاً لمسودة البيان الختامي للقمة، يعلن قادة المنتدى رفضهم كل أشكال الحماية التجارية، ويدعون للعمل على إتمام جولة الدوحة الرامية الى اتفاق تجاري عالمي، وحددوا عام 2010 سقفاً زمنياً للتوصل إلى الاتفاق المنشود، الذي من أهم عناوينه مساعدة الدول الفقيرة على الازدهار من طريق التجارة. وأُطلقت جولة الدوحة قبل ثماني سنوات، وتهدف عموماً إلى تحرير التجارة العالمية. التغيّرات المناخية وفي شأن التغيّرات المناخية، ورد في مسودة البيان الختامي أن هذه التغيّرات، التي يعزوها علماء إلى الانبعاثات السامة من الأنشطة الصناعية، من أكبر التحديات التي يتعرض لها العالم. وجاء فيها أيضاً: «نعتقد أن من الضروري الحد، بحلول عام 2050، من الانبعاثات بنسبة 50 في المئة قياساً الى المستويات التي كانت قائمة قبل 1990». ويفترض وفقاً للمسودة ذاتها أن يدعو قادة «آبيك» إلى اتفاق جديد في قمة المناخ التي تعقد الشهر المقبل في كوبنهاغن، وأن يدعوا إلى إجراءات لمساعدة الدول الأكثر هشاشة على مكافحة تداعيات التغيُرات المناخية، وذلك بالتزامن مع جهود مكافحة هذه المشكلة العالمية. وأعلن الاتحاد الأوروبي نهاية الشهر الماضي أن مساعدة الدول الأقل نمواً على التأقلم مع التغيّرات المناخية ومكافحتها، تستدعي مساعدات من الدول الغنية بقيمة 100 بليون يورو (149 بليون دولار) بين 2013 و2020. وأكد الرئيس الصيني هو جينتاو في خطاب ألقاه في أيلول (سبتمبر) الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الصين ستسعى إلى خفض ملموس للانبعاثات الصناعية السامة المسببة للاحتباس الحراري بحلول عام 2020، من دون أن يحدد نسبة معينة لذلك الخفض. ويضم المنتدى 21 دولة من بينها الصين واليابان والولايات المتحدة وروسيا، وتشكل مجتمعة كتلة اقتصادية ضخمة، إذ تسهم بأكثر من نصف الناتج العالمي، في حين يمثل سكانها 40 في المئة من مجموع سكان العالم.