رفضت السلطات الأمنية المغربية في مدينة الحسيمة شرق البلاد، تسلُُّم جثث مهاجرين أفارقة، غرقوا في عرض البحر الأبيض المتوسط، خلال محاولتهم الدخول إلى الأراضي الإسبانية، عبر مركبين خشبيين انقلبا لعدم توفر شروط الإبحار فيهما. وعلمت «الشرق» أن سلطات المدينة لم تسمح لباخرة إسبانية بإنزال الجثث، واستقبال باقي المهاجرين، الذين كانوا في وضعية صحية حرجة، وتم تبرير العملية بحسب مصادر «الشرق» بكون إسبانيا، ترغب في تحميل المغرب مسؤولية غرق هؤلاء المهاجرين، الذين ينحدرون من دول جنوب الصحراء، مؤكدة أنه لأسباب إنسانية٬ وفي إطار التعاون المغربي الإسباني، في تدبير ملف الهجرة غير الشرعية٬ تكفلت السلطات المحلية، بإنزال حالة واحدة، نقلت على وجه السرعة لمستشفى محمد الخامس نظرا لخطورة وضعها الصحي، لتلقي العلاجات الضرورية. وأضافت المصادر ذاتها، أن الباخرة الإسبانية التي كانت على متنها الجثث التي انتشلتها من عرض المياه الدولية، قبالة ميناء «موتريل» الإسباني، اضطرت إلى العودة إلى جنوبإسبانيا، بعد الرفض المغربي. وتم تسجيل غرق قاربين للهجرة السرية نهاية الأسبوع، بالقرب من المياه الإقليمية للناضور والحسيمة، وجرى انتشال 23 جثة حتى الآن ويسود الاعتقاد أن ما بين خمسين وسبعين مهاجرا مازالوا في عداد المفقودين. ووجه رئيس حكومة إقليم الأندلس، أصابع الاتهام للمغرب، متهما إياه بالتقاعس «في عدم المساعدة في إنقاذ المهاجرين الأفارقة من الغرق» وقال في تجمع تجمع حزبي بمدينة مالقا «إنه يجب تذكير المغرب أنه إذا كان يؤكد في حالة الصيد أن المياه هي جزء من مياهه الإقليمية في حالة الصيد البحري، فكان عليه أيضا أن يلتزم بمسؤوليته في هذه المياه بخصوص الهجرة غير الشرعية». ورفضت مصادر سياسية مغربية هذه الاتهامات معتبرة إياها خارج اللباقة السياسية «لأن المغرب ملتزم بمكافحة الهجرة غير الشرعية، ويبذل قصارى الجهود من أجل ذلك». ويحاول مئات المهاجرين الأفارقة، منذ مطلع شهر أكتوبر الحالي، اقتحام أسوار مدينة مليلية المحتلة انطلاقا من الأراضي المغربية المجاورة، تفاديا للاعتقال والترحيل نحو دولهم من طرف السلطات المغربية، كما تم تسجيل انطلاق عديد من قوارب للهجرة من سواحل إقليمي الناضور والحسيمة، نحو شواطئ الأندلس.ووجهت عديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، انتقادات للسلطات المغربية، بسبب الطريقة التي تدبر بها ملف المهاجرين الأفارقة، وقالت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان في بيان لها أمس الأول حصلت «الشرق» على نسخة منه إن « السلطات العمومية المغربية، تشن حملات اعتقالات وترحيلات واسعة في صفوف المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، في عديد من المناطق والجهات وتعرضهم لكافة أشكال الاعتداء والممارسات المهينة، والحاطة بالكرامة الإنسانية».