أعلنت الحكومة السودانية أمس، أن زيارة وزير الخارجية علي كرتي إلى واشنطن أتت بدعوة من سيناتورين في الكونغرس الأميركي للمشاركة في حفل الإفطار القومي السنوي الذي تقيمه منظمة مسيحية نيابة عن الكونغرس بمشاركة قيادات سياسية ودينية من مختلف أنحاء العالم وخاطبه الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقللت الخرطوم في الوقت ذاته من أهمية تظاهرات ناشطين سودانيين في العاصمة الأميركية ضد زيارة كرتي وانتقادات صحف أميركية لها، متهمةً أطرافاً و «لوبيات» مناهضة للسودان بالسعي إلى إجهاض أي اختراق في العلاقة مع الولاياتالمتحدة. وأثارت زيارة كرتي موجةً من الاحتجاجات من قبل ناشطين سودانيين في الولاياتالمتحدة كما احتج أعضاء في الكونغرس على هذه الزيارة. ونظم عشرات الناشطون السودانيون والأميركيون تظاهرة احتجاج على زيارة كرتي. ورفعوا شعارات: «أوقفوا الإبادة الجماعية في السودان» و «أوقفوا الحرب». وانتقد الرئيسان المشتركان للجنة حقوق الإنسان في الكونغرس جميس ماكفرن وفرانك وولف حضور وزير سوداني منتدى يُعقَد باسم الكونغرس الذي أصدر قراراً يدين الخرطوم بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. وطالبا واشنطن ب «التنديد علناً وبقوة باستمرار ارتكاب جرائم حقوق الإنسان بواسطة حكومة عمر البشير خصوصاً بالفظائع التي تُرتكَب بشكل شبه يومي في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان». وقالت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الأميركية مارى هارف، تعليقاً على تظاهر ناشطين احتجاجاً على زيارة وزير خارجية السودان وحضوره حفل الإفطار السنوي الذي تقيمه الإدارة الأميركية لرجال الدين أن الدعوة التي وجِّهت إلى كرتي جاءت من قبل المنظمين كانت للإشادة بدوره في إطلاق سراح مريم إبراهيم التي بُرأت من تهمة الردة وسُمح لها بمغادرة السودان مع أفراد أسرتها بعد أن كانت محكومة بالإعدام. في المقابل، قلّلت الخارجية السودانية من التظاهرات المناهضة وانتقادات صحف أميركية لزيارة كرتي. وقالت مسؤولة العلاقات الثنائية في الوزارة السفيرة سناء أحمد، إن بعض الأطراف و «اللوبيات» المناهضة للسودان لا تزال تحاول إجهاض أي اختراق يحدث في العلاقة بين الخرطوموواشنطن، وذلك لتضرر مصالحها، وعلى رأسها «البلاك كوكس» ومنظمتي «كفاية» و «سيف دارفور» التى ظلت تسترزق من استمرار العداء بين البلدين، إضافة إلى وجود بعض النشطاء الأميركيين الذين لا تزال تربطهم علاقة مع بقايا متمردي «الحركة الشعبية- الشمال». وفي سياق متصل، قال الناطق باسم الخارجية السودانية يوسف الكردفاني إن رئيسي المنتدى، وهما السيناتوران الأميركيان بول كيفي وروجر ويكر، وجها الدعوة إلى كرتي. واعتبر أن التحركات والحملة المضادة للزيارة «نتاج طبيعي لنشاط جماعات معارضة ومجموعات ضغط معروف بمعاداتها للسودان». وفي شأن آخر، سمحت السلطات السودانية لممثلين من المعارضة بزيارة رئيس تحالف المعارضة فاروق ابو عيسى ورئيس كونفيديرالية منظمات المجتمع المدني أمين مكي مدني المعتقلين منذ أوائل كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقال المسؤول السياسي في حزب المؤتمر الشعبي كمال عمر، إنهم اطمأنوا على صحة المعتقلين، وأجروا نقاشاً معهم حول «هموم البلد بشكل عام والأزمة السياسية». ورأى عمر أن «قضية العفو عن المحكومين السياسيين والإفراج عن المعتقلين واحدة من أهم مطلوبات الحوار الوطني»، إذ طُرحت مباشرة في لجنة تحضير الحوار مع البشير. وأحصت لجنة الحوار الوطني أن عدد المحكومين من قيادات وعناصر الحركات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، يصل إلى 93 محكوماً، إضافة إلى عشرات المعتقلين السياسيين الآخرين.