يتطلع المستثمرون على جانبي الاطلسي الى الاجراءات الاضافية التي ستتخذها الولاياتالمتحدة وبريطانيا لتنظيف المصارف من «الاصول السامة» التي لا تزال تؤخر الاعلان رسمياً عن انتهاء الركود، في حين «هللت» البورصات الاميركية لتحقيق شركة «فورد» ارباحاً قاربت البليون دولار في الربع الثالث من السنة وللارقام الصناعية الايجابية. ومع موافقة الدائنين الاميركيين لمجموعة «سي آي تي» الاميركية المصرفية على دعم طلب الادارة من المحكمة الحماية وفق «الفصل 11» واعادة هيكلتها فتحت البورصات الاميركية مرتفعة من دون التأثر بخامس اكبر كارثة مصرفية منذ 14 شهراً بدأت مع افلاس «سولومون براذرز» في 15 ايلول (سبتمبر) 2008. في الوقت نفسه ينتظر المستثمرون في بورصة لندن والاسواق الاوروبية ما سيعلنه وزير الخزانة آلاستير دارلينغ امام مجلس العموم اليوم عما سيُشكل بداية «اعادة هيكلة» مجموعتي «لويدز» و«رويال بنك اوف سكتلند» اللتين تملك الحكومة فيهما غالبية 43 في المئة و70 في المئة على التوالي عبر تقديم قروض جديدة واجبارهما على بيع اصول لتمويل الدين العام ومن ثم التموضع في الاسواق البريطانية والعمل المصرفي فقط بعيداً عن المضاربة وشراء اصول خطرة خصوصاً في قطاع التأمين واعادة التأمين. وكان «رويال بنك اوف سكتلند» اعلن امس في بيان انه مستمر في «محادثات مع وزارة الخزانة والمفوضية الاوروبية في شأن بيع اصول مقابل دعم الحكومة البريطانية. ويُعتقد ان من بين ما سيبيعه، المصرف التجاري «سيتيزين فايننشال غروب» ذراعه الاستثمارية في الولاياتالمتحدة وفروعه ال1480 في 12 ولاية وشركتي التأمين «نوريش» و»دايريكت لاين» اضافة الى الفروع الاسكتلندية التي تملكها من «ناشيونال ويستمنسر بنك». كما سيتم اجبار «لويدز» على بيع فروع مصرفها العقاري «تي اس بي» في سكتلندة اضافة الى المصرف العقاري التابع «شيلتنهام وغلوستر». وذُ كر امس ان المفوضية الاوروبية ستسمح للمجموعة الاسبانية «سانتاندير» بشراء ما سيتم طرحه للبيع في سكتلندة. وكانت البورصات الاميركية شهدت اعتباراً من امس وقف تداول سهم «سي آي تي»، الذي خسر الجمعة 20 في المئة من قيمته، بعد طلبها الحماية الاحد نتيجة ديون متراكمة جاوزت 65 بليون دولار من بينها 2.3 بليون دولار قدمتها الحكومة الاميركية في كانون الاول (ديسمبر) الماضي ضمن دعمها المصارف المتعثرة. وعلى رغم ازمة «سي آي تي» جاء اعلان شركة «فورد» بلغت 997 مليون دولار في الربع الثالث بمثابة دفع لاسهم الشركات الاميركية وارتفعت مؤشرات البورصات بعد خسائر الاسبوعين الماضيين حتى قبل اعلان بيانات المؤشرات الصناعية في الولاياتالمتحدة التي تبين انها الاكثر سرعة منذ نيسان (ابريل) 2006. وتأتي نتائج «فورد» الايجابية مع اعلان مجلس ادارتها انها ستكون «افضل شركة سيارات في الولاياتالمتحدة والعالم سنة 2011 حين تكون اعادة هيكلتها اكتملت». وحتى السادسة بتوقيت لندن كانت المؤشرات الاميركية مرتفة اكثر من واحد في المئة في حين اغلقت البورصات الاوروبية بنسبة تحسن مماثلة.