واصل الاتحاد والهلال مستوياتهما الباهتة، فكاد «العميد» أن يخرج خاسراً في منعطف الفتح الذي كان متقدماً بهدفين من دون رد، قبل أن ينجح ماركينهو في إحراز هدفين متتاليين عدّل بهما النتيجة وذلك في المباراة التي أقيمت أمس (الجمعة) في الأحساء ضمن الجولة ال 14 من دوري عبداللطيف جميل، وعلى الطريقة ذاتها كاد الهلال أن يتعادل لولا نجاح هجومه في إنقاذ النقاط الثلاث عبر هدف جاء قبل نهاية المباراة بخمس دقائق، لتنتهي المواجهة التي أقيمت بين الطرفين في الخرج بهدفين في مقابل هدف. فشل مدرب الاتحاد، الروماني فيكتور بيتوركا في تحقيق أول فوز له مع «العميد» منذ أن تولّى تدريبه في أيلول (سبتمبر) الماضي، إذ واصل الفريق الاتحادي في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين في التعثر مابين خسارة وتعادل أفقدته نقاط عدة. أمس (الجمعة) في محافظة الأحساء حضر المستضيف الفتح بشكل مغاير عن ما كان عليه في منافسات الدور الأول من الدوري، وأحرج ضيفه الاتحاد كثيراً، عندما تقدّم عليه باكراً عبر الكونغولي درويس سالومو عند الدقيقة الثانية من الشوط الأول، وذلك مستغلاً حال من الإرباك والأخطاء لدفاع وحارس الاتحاد، ونشط الفتح كثيراً أمام المرمى الاتحادي وشن هجوماً متنوعاً على شباك فواز القرني لاستغلال أخطاء وعدم تركيز الأخير، مقابل غياب لهجوم الاتحاد أمام المرمى الفتحاوي. وأثمر هجوم الفتح المتواصل على إضافة الهدف الثاني في الشباك الاتحادية، عندما حضر مجدداً المهاجم دوريس سالومو الذي استثمر هجمة منظمة قادها حمدان الحمدان والبرازيلي إلتون جوزيه وعبدالعزيز أبوشقرا ليودعها شباك القرني (8). أداء الاتحاد كان متواضعاً بشكل كبير، فالهجوم صوب مرمى الفتح لم يكن منظّماً وأفتقد إلى صناعة اللعب وذلك في ظل اجتهادات الشابان فهد المولد وعبدالرحمن الغامدي الهجومية التي لم تثمر عن شيء. في الشوط الثاني، فرّط الاتحاديون في فرصة تقليص الفارق عندما حصل فهد المولد على ركلة جزاء إثر إعاقة من الحارس عبدالله العويشير، التي نجح الأخير في التصدي لها عندما نفذها البرازيلي ماركينهو لتعود الكرة إلى عبدالرحمن الغامدي الذي سددها سريعاً، لكن العويشير نجح مرة أخرى في التصدي لها لترتد إلى المولد الذي صوّبها في العارضة (46)، ومع ذلك الحضور الاتحادي أمام المرمى الفتحاوي، ورغبة من المدرب بيتوركا في تعزيز هجوم فريقه، أستنجد الأخير بخدمات المهاجم مختار فلاته، الذي عجز عن التسجيل أو تهديد مرمى الفتح. ووسط رغبة الاتحاديين في التسجيل، وحماسة الفتحاويين في الدفاع عن تقدمهم وتفوقهم، منح الحكم عبدالرحمن العمري بطاقة حمراء للاعب الفتح محمد الفهيد، ليقوم المدرب ناصيف البياوي بإشراك المهاجم البرازيلي إلياس لويس بدلاً من إلتون، وقام في الجانب الآخر مدرب الاتحاد بإشراك لاعب الارتكاز محمد أبوسبعان والمهاجم عبدالرحيم جيزاوي، لينشط بعد ذلك أداء الاتحاد، وسط تراجع كبير من معظم لاعبي الفتح. ولم ييأس البرازيلي ماركينهو، وظل يحاول كثيراً بلوغ شباك عبدالله العويشير، وتحقق له ما أراد عندما أسكن كرة قوية في شباك الأخير كهدف أول للاتحاد (79)، رفع به حماسة الاتحاديين، الذين بحثوا كثيراً عن إدراك التعادل، وكان لهم ما أرادوا بتسديدة مماثلة من المنقذ ماركينهو من كرة ثابتة من خارج منطقة ال18 الفتحاوية كهدف ثانٍ لفريقه (81). الهلال - هجر لم يستطع أصحاب الأرض الوصول إلى مرمى الضيوف في الدقائق العشر الأولى لكثرة التمريرات السلبية بين لاعبيه في وسط الملعب واعتمادهم على الغزو من طريق الأطراف بقيادة ظهيري الجنب عبدالله الزوري وياسر الشهراني وإرسالهم للكرات العرضية داخل منطقة الجزاء، التي لم تسبب أية خطورة تذكر على حارس مرمى الشعلة محمد الواكد، في المقابل اتضحت رغبة الضيوف منذ بداية المباراة بالخروج بأقل الخسائر ولعبوا بخطة دفاعية بحته في ظل غياب خمسة لاعبين من الركائز الأساسية التي كان يعتمد عليها المدير الفني الروماني دوتور، ومن أول اختبار حقيقي للهلال على مرمى الضيوف استطاع سالم الدوسري زيارة الشباك الشعلاوية من تسديدة يساريه صاروخية لا تصد ولا ترد (13). كان الهدف كفيلاً بتحرر الضيوف من أسلوبهم الدفاعي، لكن القلة العددية في خط المقدمة بوجود يونس علوي وحيداً بين كماشتي الدفاع أبطل مفعول الخطورة الشعلاوية، وكاد نيفيز تعزيز تقدّم فريقه بعدما تلاعب بأكثر من مدافع وأرسل كرة مرت بسلام على الضيوف، وعلى رغم السيطرة الهلالية المطلقة على مجريات المباراة، استطاع مهاجم الشعلة يونس عليوي من تعديل النتيجة من كرة رأسية بعد كرة عرضية لم يتعامل معها حارس الهلال عبدالله السديري بالشكل المطلوب لترتد إلى عليوي الذي عالجها برأسه (30)، وأهدر ناصر الشمراني كرة هدف محقق بعدما تلقّى كرة عرضية من الشهراني أمام المرمى الخالي إلا أن الشمراني لعبها بجانب القائم (38)، واتضحت الضغوط النفسية على لاعبي الهلال بعد هدف التعادل، إذ تحصل ديغاو والسديري على كرتين صفراوين. وفي شوط المباراة الثاني، واصل الهلال استحواذه على مجريات اللعب من دون أية خطورة تذكر. وأجرى مدرب الشعلة تغييره الأول بإخراج ماجد السفري، وحل بدلاً منه ماجد محمد (60)، وجاء الرد من المدير الفني لفريق الهلال، الروماني ريجيكامب، الذي رمى بأولى أوراقه الفنية وزج بالمهاجم اليوناني ساميراس، واستغنى عن محمد الشلهوب (62)، وأجبر الضيوف لاعبي الهلال على التصويب من خارج منطقة الجزاء لصعوبة اختراق الترسانة الدفاعية، وكان التصويب من مسافات بعيدة هو الخيار الوحيد للاعبي الهلال، وصوب عبدالله الزوري من مسافة بعيدة، لكنها مرت بجانب المرمى (68)، وعاد مدرب الهلال لإشراك عبدالعزيز الدوسري وخالد الكعبي بدلاً من عبدالله الزوري وسالم الدوسري، فيما أجرى مدرب الشعلة تبديلاً بإشراك عبدالله الطفيل عوضاً عن يونس عليوي. وقبل نهاية المباراة بخمس دقائق اهتزت الشباك الشعلاوية بهدف جاء من كرة ثابتة سددها نيفيز، سقطت أمام المدافعين وسط تنافس بين العمري وديغاو، وتهادت إلى شباك محمد الواكد معلنة هدف الفوز الهلالي.