أبدى الفنان راشد الفارس سعادته بالأصداء التي صاحبت ألبومه الجديد «شيء ثاني»، وأكد بأنه حرص على الدقة في اختيار الأغاني التي قدمها الأمر الذي غيبه لفترة طويلة عن الساحة الفنية. كما وعد الجماهير بالتواصل معهم بشكل أكبر في الفترة القادمة من خلال الحفلات الغنائية أو الأغاني على طريقة ال «سينقل»، العديد من النقاط أوضحها الفارس في ثنايا الحوار الآتي: في البداية نهنئك بمناسبة صدور ألبومك الجديد، حدثنا عن الأصداء التي وجدتها حوله؟ - أشكركم على هذه التهنئة، وسعادتي كبيرة بصدور الألبوم، خصوصاً والأصداء التي تصلني حتى اليوم إيجابية وأجد تفاعلاً كبيراً من الجماهير مع الأغاني التي قدمتها الأمر الذي أتمنى استمراره. ألا ترى بأن توقيت طرح الألبوم لم يكن مناسباً، خصوصاً في ظل تنافس عدد كبير من الفنانين الخليجيين والعرب على طرح ألبوماتهم في الوقت نفسه؟ - على العكس، أعتقد أنني وفقت في طرح الألبوم في هذا التوقيت تحديداً، لأن هذا التزامن يخلق منافسة جميلة بين الفنانين، وفي النهاية الاختيار والتقويم يعود للجماهير للبحث عن الأفضل من بين هذه الألبومات، وبالنسبة إلي لا يشكل هذا الأمر عائقاً أبداً فأنا أحب المنافسة وأسعد بتواجدي بجانب زملائي الفنانين. يتهمك البعض بالغياب الطويل عن الجماهير وهو ما حدث أيضاً من خلال ألبومك الحالي إذ تأخرت في طرحه؟ - لا أتهرب من تلك التهمة وهي حقيقة ولكن التأخر له أسباب تبرره فأنا لا يمكنني أن أتسرع في تقديم الأعمال على حساب قيمتها، الأمر الذي يدفعني دائماً إلى البحث المطول عما يرضي الجماهير ويسعدهم وأتمنى أن يكون التأخير حقق نتائجه من خلال قيمة الأعمال التي قدمتها في ألبوم «شيء ثاني». وهل البحث عن العمل الجيد يتطلب كل هذا التأخير؟ -البحث عن الجديد الذي يضيف لي ليس سهلاً، لأن ذلك يحتاج جهداً كبيراً أحصل من خلاله على الكلمة الراقية واللحن المميّز، وأنا كغيري من الفنانين أرغب في التواجد الدائم على الساحة الفنية، إلا أن هناك ما يحول دون ذلك وأعني صعوبة توافّر ما يقنعني وما أشعر أنه سيقنع جمهوري. - كيف تجد رد الفعل لدى الجمهور حينما تغيب عنهم فترة طويلة ومن ثم تطلّ عليهم بألبوم؟ - ردود الفعل تحددها قيمة العمل المقدم من عدمها، فالنتيجة النهائية التي يتحصل عليها تكون الحكم، الفنان متى ما احترم جمهوره سيجد منهم التقبل والرضى ويصرف النظر عن مسألة التأخر في الإصدار، ولا بد من أن أشير إلى أن الغياب الطويل جداً قد لا يكون مقبولاً، ولكن في ذات الوقت فإن الضخ المستمر للألبومات لا يعد مقبولاً أيضاً، فمن الجميل أن يشتاق الجمهور للفنان وما لديه. لماذا لا تقوم بإصدار الأغنيات المنفردة ال «singel» حينما تطيل الغياب على جمهورك؟ افكر جدياً بذلك، ففكرة الأغنية المنفردة جميلة جداً وأسعى إلى تقديمها، لأنها تجعل الفنان قريباً من جمهوره، وهي في النهاية جسر تواصل بين الطرفين. «شيء ثاني» جاء مختلفاً عن ألبوماتك السابقة إذ ارتكز العمل على اللون السعودي وحده من دون الاعتماد على الألوان العربية المختلفة كما اعتادت عليه جماهيرك؟ - تعمدّت ذلك في هذا الألبوم، وحرصت على أن يكون ألبوماً سعودياً خالصاً من ناحية الألوان والشعراء والملحنين، إذ وجدت أنني لا بد أن أقوم بصب كل اهتمامي على الألوان السعودية المميزة التي لم يقدم منها إلا الشيء البسيط، والجماهير اليوم باتت تطلب اللون السعودي بشكل كبير وتبحث عنها وحاولت من خلال ألبومي تلبية ذلك المطلب. ألا ترى أن ذلك قد يصعّب مسألة الوصول إلى الوطن العربي؟ - كوني نتاج هذا الوطن وابناً له فمن الجميل أن يكون الوصول إلى الوطن العربي من خلال الانطلاق من جذوري والقيام بالتعبير عن هويتي وبيئتي، وأعتقد أن تقديم الألوان والمفردة السعودية الجميلة يعطيني تميّزاً أكبر. هل يعني ذلك أنك لن تعود إلى تقديم الألوان العربية مستقبلاً؟ - لا مشكلة من تكرار التجربة حينما أجد عملاً يضيف لي وللألبوم، لا أن يكون ما أقدمه مجرد عمل شكلي حرصاً على التعدد. في ألبومك قدمت سبعة أعمال من ألحان «سهم»، ألا ترى أن في ذلك استهلاكاً للملحن؟ - ابداً، فالأعمال السبعة التي قدمتها بألحان «سهم» تختلف تماماً في مضمونها ويصعب على المستمع أن يكتشف إيجاد أي تقارب بينها، و «سهم» ملحن موهوب ولديه فكر موسيقي جميل ورؤية فنيّة راقية، وما يميّز أعماله أنها آنية ومناسبة للوقت، وتأجيلها قد يفقدها بريقها وتميزها لذلك حرصت على طرحها في ألبوم واحد. كيف ترى الجمهور الفني الآن من ناحية اهتمامه بالألبومات الغنائية وما تحويها؟ الجماهير اليوم مختلفة عما كانت عليه في السابق، فهم يبحثون عن الأغاني المميزة قبل الفنانين لذلك أصبح إرضاؤهم أمراً صعباً، ويتجهون بحرص نحو الألبومات التي تحوي ثراء فنياً راقياً وتنوّعاً جميلاً، وهذا ما أهدف إليه من خلال تقديم ألبوماتي، إذ إنني أحرص على تقديم أعمال تجد تقبلاً دائماً من الجماهير ولا تفقد قيمتها حتى بعد إصدار ألبوم جديد.