ارتكبت قوات النظام مجزرة جديدة في مدينة دوما شرق دمشق، في وقت حقق مقاتلو المعارضة تقدماً إضافياً في ريف درعا بين العاصمة والأردن، بالتزامن مع استمرار المواجهات في حلب شمالاً. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن قوات النظام «جددت أمس قصفها بعدة قذائف على مناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية وبلدة عين ترما، ومناطق أخرى في مزارع حوش الفارة بالقرب من مدينة دوما»، فيما أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بان «طائرات النظام ارتكبت مجزرة جديدة في مدينة دوما راح ضحيتها العشرات في صفوف المدنيين». وأفادت بان «الطيران الحربي شنّ غارتين جويتين على الأحياء السكنية في مدينة دوما، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاث نساء وطفل، وسقوط العديد من الجرحى، وتدمير العديد من المنازل». وأكدت مصادر ميدانية أن مدينة جيرود في ريف دمشق تعرضت لقصف مدفعي كثيف «ما أسفر عن مقتل سيدة وسقوط 10 جرحى من المدنيين»، بالتزامن مع إلقاء الطيران المروحي «برميلين متفجرين على الجبل الغربي لمدينة الزبداني بريف دمشق، وسط قصف صاروخيّ ومدفعيّ يستهدف المنطقة منذ الصباح». وكان «المرصد» أشار إلى «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة في مناطق بالقرب من الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة حرستا شرق العاصمة»، لافتاً إلى أن «قوات النظام قصفت أماكن في منطقة النشابية بالغوطة الشرقية، كذلك تدور اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة، وجبهة النصرة والكتائب الإسلامية من جهة أخرى في جرود القلمون». في المقابل، قال «المرصد» بانه «ارتفع إلى 2 هم مواطنة وطفلة عدد الشهداء الذين قضوا (أول من) أمس اثر سقوط قذائف هاون على مناطق في العاصمة». وبين دمشق والأردن، قال «المرصد» أن «تسعة قتلوا في درعا، بينهم 5 مقاتلين من الكتائب المقاتلة والإسلامية استشهدوا خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها بريف درعا ورجل من بلدة عقربا استشهد جراء قصف من قبل قوات النظام على مناطق في البلدة، وطفلة من بلدة إبطع استشهدت متأثرة بجروحٍ أصيبت بها إثر تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في البلدة منذ عدة أيام، وطفلتان اثنتان استشهدتا جراء سقوط عدة قذائف أطلقتها كتائب إسلامية على أماكن في مدينة بصرى الشام». من جهتها، قالت «الدرر الشامية» إن «الكتائب المقاتلة أحكمت قبضتها على مستودعات فرعون ومعمل الأوكسجين في ريف درعا خلال معركة «وما النصر إلا من عند الله» الدائرة مع قوات الأسد»، مشيرة إلى أن ذلك «جاء بعد سيطرة الثوار على الكتيبة 60، وكتيبة الهندسة، إضافةً إلى بلدات الفقيع والسحيلية والدلي وتل الدلي في ريف درعا، عقب مواجهات عنيفة سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من قوات الأسد». وكانت فصائل عدة بينها «حركة المثنى» و «ألوية العمري» و «الجيش الأول» و «الفرقة 24 مشاة»، أعلنت السبت الماضي بدء معركة «وما النصر إلا من عند الله» في ريف درعا ل «تحرير قرية السحيلية ومستودعات فرعون والمزارع المحيطة بها، والكتيبة 60، وكتيبة الهندسة، إضافةً إلى معمل الأوكسجين». وأوضحت «الهيئة السورية للإعلام» أن الفترة الأخيرة شهدت «تلاحق الهزائم المدوية بنظام الأسد وما تبقى من جيشه وخاصة في مناطق الجنوب السوري، حيث تمكن تشكيلات الجبهة الجنوبية بالتعاون مع الفصائل الثورية الأخرى من تحرير 70 في المئة من محافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا ما يعني فقدان النظام لمعظم مواقع وعتاد الفليق الأول من جيشه الذي يضم ثلاثة فيالق الذي كان ينتشر في تلك المناطق باعتبارها خط الجبهة الأول في مواجهة أي حرب متوقعة من إسرائيل». وأشارت «الهيئة السورية» المعارضة إلى أن قوات النظام انخفضت من 325 ألفاً إلى 178 ألفاً بسبب «الاستراتيجية الجديدة التي تتبعها تشكيلات الجيش الحر في حربها ضد قوات الأسد وعمليات التصفية الميدانية التي يقوم بها النظام بعد كل خسارة لموقع جديد من مواقعه». وأوضحت: «لعل ما جرى من تصفيات للعناصر داخل الفرقة التاسعة في مدينة الصنمين في ريف درعا بعد انسحابهم من تل الحارة، إضافة إلى البيان الذي أصدرته القيادة العامة لجيش الأسد وتناقلته وسائل الإعلام الموالية بعد تحرير الجيش الحر للواء 82 في الشيخ مسكين من تخوين للعناصر وتسليمهم اللواء بالتنسيق مع الجيش الحر لهو أكبر دليل على ما جاء به الضباط أعلاه». وأشارت إلى البيان الرسمي من أن «عدداً من جنود اللواء خانوا زملائهم وسهلوا دخول المجموعات الإرهابية إلى داخل اللواء ووقع عدد من جنوده قتلى وجرحى وأسر بعض الضباط والجنود ويتوعد الجيش الباسل أن يحرق الأرض تحت أقدام تلك المجموعات ليعيد كافة جنوده إلى أهلهم سالمين بمن فيهم القتلى والجرحى». وأفيد أمس بانفجار سيارة في منطقة بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي «ما أدى لسقوط عدد من الشهداء والجرحى، كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة عقربا بريف درعا»، بحسب «المرصد». في شمال البلاد، قال «المرصد» إن «قيادياً في جبهة إسلامية قتل متأثراً بإصابته برصاص قناص في حي جمعية الزهراء غرب حلب، في حين سقط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض - أرض على منطقة في حي بني زيد شمال حلب، وسط فتحها لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الحي، كذلك استشهد مواطن وأصيب ما لا يقل عن 11 آخرين بجروح جراء سقوط قذائف على مناطق في حيي الخالدية ومساكن السبيل وشارع تشرين»، لافتاً إلى «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني من طرف آخر في منطقة عقرب ومدرسة الحكمة في حي الراشدين غرب حلب، وسط قصف من الطيران الحربي على مناطق الاشتباكات. كما قصف الطيران الحربي مناطق في قريتي الجديد وخربة المعاجير بالريف الجنوبي لحلب، ومناطق أخرى في بلدة دير حافر التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ريف حلب الشرقي».