تدخل كبير وسطاء الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي لإنعاش الحوار المتعثر بين الحكومة والمعارضة، وطلب من مسؤولي النظام إطلاق المعتقلين والعفو عن قيادات المعارضة التي وقعت اتفاقاً مع تحالف متمردي «الجبهة الثورية» وأبرزهم زعيم حزب الأمة الصادق المهدي وزعيم تحالف أحزاب المعارضة فاروق أبو عيسى ورئيس كونفيديرالية منظمات المجتمع المدني أمين مكي مدني وشطب الاتهامات الموجهة إليهم لتهيئة مناخ الحوار. وأجرى مبيكي مشاورات مع قيادات معارضة في حزب الأمة وقوى من الموالاة والمعارضة ركزت على الحوار الوطني والانتخابات، والتوتر المتصاعد بين الحكومة ومعارضيها مما يعطل عملية الحوار. وتعهد الوسيط الأفريقي بالتدخل لدى الرئيس عمر البشير لمعالجة ملف المعتقلين السياسيين، وإصدار عفو عن المهدي ووقف ملاحقته والسماح بعودته إلى البلاد، وشطب الاتهامات الموجهة ضد أبو عيسى ومدني، لتهيئة أجواء الحوار المتعثر منذ الدعوة إليه قبل عام. وكان جهاز الأمن طالب مجلس الأحزاب الشهر الماضي، بتعليق نشاط حزب الأمة لتحالفه مع قوى «الجبهة الثورية». كما أعلنت السلطات السودانية بدء إجراءات قانونية لملاحقة المهدي عبر الشرطة الدولية (الانتربول). وتلقى مبيكي التزاماً من قيادات حزب المهدي في الخرطوم بالعودة إلى الحوار في حال تبنت الحكومة خطوات عملية لتهيئة أجوائه عبر الإفراج عن المعتقلين والكف عن التهديد بملاحقة قادة الأحزاب المعارضة وإتاحة الحريات. من جهة أخرى، تصاعدت المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين في إقليم دارفور. وقال الناطق العسكري باسم «حركة تحرير السودان» مصطفى تمبور في بيان أمس، أن مقاتلي حركته قضوا على قوة حكومية إثر معركة جرت بينهم على تخوم منطقة سورونق. وأضاف أنهم قتلوا 22 من القوة ودمروا 6 سيارات ودبابة وشاحنتين، وغنموا 5 سيارات ومدافع وأسلحة وذخائر وشاحنة وأدوية ومؤناً غذائية، وخسروا 3 قتلى و7 جرحى. إلى ذلك، اتهمت «حركة تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد نور الحكومة السودانية بشن هجمات جديدة على مناطق في شرق جبل مرة في منطقة جلدو التابعة لولاية وسط دارفور، مشيراً إلى خلو المنطقة من الحركات المسلحة وأن كافة سكانها من المدنيين. وأوضح أن «الهجوم استهدف العُزَل مباشرةً»، لافتاً إلى أن القوات الحكومية تتجه نحو منطقة قولو استعداداً لشن هجمات على المناطق التي تسيطر عليها الحركة. وتوقع أن تشهد الأيام المقبلة معارك طاحنة. في سياق آخر، انتقل الرئيس السوداني وطاقمه إلى قصر رئاسي جديد أمس، شُيِّد بمنحة من الحكومة الصينية بجوار القصر القديم الذي سيتحول إلى متحف بعد أن ظل مقراً لرؤساء السودان منذ تشييده في العهد التركي في عام 1830. ورفع البشير علم السودان على المقر الجديد. وتأتي المناسبة تخليداً لذكرى تحرير الخرطوم من الحكم التركي المصري، ومرور 130 سنة على مقتل حاكم السودان البريطاني الجنرال غوردون على أيدي أنصار الثورة المهدية.