يصدر برنامج الاممالمتحدة الانمائي في دبي اليوم «تقرير المعرفة العربي». وقال المسؤول في ال «برنامج» غيث فريد ل «الحياة» ان اطلاق التقرير الذي تصدره المؤسسة خلال فعاليات «المنتدى الاستراتيجي العربي»، يهدف الى «وضع ارضية صلبة للبحوث والدراسات، في محاولة لبناء قاعدة معرفية وثقافية ومعلوماتية في المنطقة، التي تتسع الفجوة بينها وبين الدول الاخرى عاماً بعد آخر. وأشار الى ان التقرير الذي أعد بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، يحض المنطقة على اصلاح «مناهج التعليم»، فعلى رغم ان إنفاقها على التعليم تحسن وبات يشكل ما بين 4 و5 في المئة من ناتجها الاجمالي، غير ان هذا الانجاز لا يحفز على الابداع والابتكار. وعزا أسباب عدم وجود «ابداع» في المنطقة، الى نقص التمويل والى القيود التشريعية، التي تفرضها الحكومات في المنطقة، ما يضطر المجتمعات الى «استيراد» المعرفة، عوضاً عن انتاجها محلياً وربطها بالتنمية. وتوقع مراقبون ان يثير التقرير جدلاً، كونه يحتوي على حقائق «صارخة» عن واقع المنطقة العربية التنموي، ومستويات الأمية والفقر فيها، علماً ان التقارير التي اصدرها برنامج الأممالمتحدة الانمائي سابقاً، اثارت حفيظة صنّاع القرار وبعض المفكرين العرب، الذين اعتبروها تضخم مشاكل المنطقة لاعتبارات تحمل «اجندة سياسية» غربية ضد الدول العربية. ولم يستبعد فريد ان يحفز التقرير «النقاش» البنّاء في المنطقة حول هذه القضية الملحّة، حتى تصل المجتمعات العربية الى قناعات ورؤية مشتركة لكيفية الخروج من هذه الأزمة. لكنه استبعد ان يثير حفيظة أحد، باعتبار انه تعامل مع الواقع بشفافية تامة، وتولى إعداده نحو 100 مفكر وباحث وعالم عربي، اضافة الى ان «ارتباطه بمؤسسة عربية تقوي من صدقيته»، لأنه «نابع من المنطقة العربية، ويعود اليها بالنفع». ويرى مراقبون ان اصدار التقرير خلال المنتدى الذي تسعى دبي لتحويلة الى «دافوس» عربي يناقش مشاكل او تحديات المنطقة الاقتصادية والثقافية والتنموية، يضمن توصيل مضمونه الى صناع القرار في المنطقة. وأكد فريد ان التقرير «يعبر عن آراء معدّي التقرير، وليس رأي الاممالمتحدة أو مؤسسة محمد بن راشد أو المنتدى الاستراتيجي العربي».