شهدت رياضة الفروسية في عهد «الملك الراحل» خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - قفزات وإنجازات هائلة على الصعيد العالمي، إذ كان الفارس الأول عبدالله بن عبدالعزيز مهتماً برياضة الفروسية وبالخيول وسباقاتها كافة، ويتابع في شكل دقيق مختلف المنافسات، ما مكن الفروسية السعودية من اعتلاء منصات التتويج العالمية في مسابقات جمال الخيل العربية، وفي سباقات السرعة، وصولاً إلى منافسات قفز الحواجز التي وجدت أكبر دعم لها في عهد الملك عبدالله، الذي كان يحرص باستمرار على الالتقاء بالفرسان ويمنحهم الدعم المادي والمعنوي. واعتمد «فقيد الوطن» إنشاء صندوق الفروسية السعودية في آذار (مارس) 2010 بموازنة بلغت ال230 مليون ريال، واستطاع المنتخب السعودي لقفز الحواجز من خلال هذا الدعم الكبير تحقيق الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012)، إضافة إلى تحقيق الميدالية الذهبية في فئة الفرق في دورة الألعاب الآسيوية في غوانزو الصينية، وكذلك فاز الفارس رمزي الدهامي بذهبية الفردي، وقبل ذلك نال الفارس عبدالله شربتلي فضية بطولة العالم في ولاية كنتاكي الأميركية في تشرين الأول (أكتوبر) 2010، وأتبعها بفوزه بذهبية «أسياد آسيا» العام الماضي في مدينة انيشيون الكورية الجنوبية. وحصل الفرسان السعوديون على أعلى وسام تكريمي، بعد أن منحهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسام المؤسس الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، بعد تحقيقهم الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية. ويستذكر الفارس الدولي، رمزي الدهامي أحد المواقف مع الملك عبدالله، واهتمامه بالفروسية، قائلاً ل«الحياة»: «عام 1991 حصلت على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية، وقمت بزيارته لتقديم الشكر له، وكان حينها ولياً للعهد، وعند استقباله لي كان في يدي الكأس، وهو ذو حجم صغير جداً، وعلق على ذلك مبتسماً، رحمه الله، بأن هذا الكأس صغير، وقال بإذن الله سيكبر في الأعوام المقبلة بإذن الله، كما لا أنسى حديثه بعد استقباله لنا بعد العودة من بطولة العالم، بعد أن وجه حديثه إلى الفرسان، مطالباً بضرورة التعاون فيما بيننا لأجل الوصول إلى الهدف، وعدم حسد الآخرين الذين يحققون الإنجازات، فكانت كلماته رحمه الله نابعة من قلبه الطاهر». واعتبر الدهامي «رحيل الملك عبدالله خسارة للأمتين العربية والإسلامية، أما على الصعيد الرياضي، فرياضة الفروسية هي الخاسر الأكبر برحيل الفارس الأول»، مضيفاً: «اهتمامه بالفروسية، وخصوصاً رياضة قفز الحواجز، سهّل مهمتنا كثيراً، بصفتنا فرساناً، في تحقيق الألقاب، بعد أن وجدنا الدعم الذي لم يجده أبطال العالم في هذه اللعبة». في حين، شدد الفارس الدولي خالد العيد على أن حديث الملك عبدالله الأبوي معهم كان من أهم المحفزات المعنوية لهم قبل الدخول في أي استحقاق دولي، «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله كان يعرف الفرسان بالأسماء، ويحرص دائماً في كل لقاءاته معنا على النصح وعلى أن نظهر بمظهر سفراء للإسلام في المحافل الدولية كافة، وعلى التمسك بالعقيدة الإسلامية والتعاون فيما بيننا».