سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفقيد الكبير في وصيته للفرسان: «كلكم إخوة ولا يصير فيكم حقد ومع عطاء الشباب ستكبر الإنجازات» الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. فارس الوطن وراعي الفروسية الأول
احتلت الفروسية في مختلف سباقاتها مساحة كبيرة في قلب الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله، كان يعشقها ويهتم بها، ويشجع فرسانها ويحفزهم نجو القمة دائما، كان قريبا منها وهي قريبة منه، كانت رياضته المفضلة وهوايته المحببة التي لايحيد عن متابعتها والحرص على حضور مختلف مناسباتها حتى أصبح ذلك تقليدا موسميا ينتظره عشاق هذه الرياضة والمهتمون بها، ولايقتصر اهتمامه كمتابع وعاشق بل أنه من اشهر الممارسين لركوب الخيل والعارفين بأدق سرارها، واشتهر يرحمه الله بأنه يعرف نوعيات الخيول واصالتها ونفسياتها وسلالتها التي تنحدر منها لذلك لُقب ب(فارس الفروسية، وراعيها الأول) عطفا على اهتمامه وممارسته وعلاقته الدائمة بأهل الخيل ودعمه لهم بالتواصل معهم من خلال رعايته لكأس المؤسس وكأس الوفاء وكأس خادم الحرمين الذي تشارك به في كل عام أهم الاسطبلات والجياد، ولم يدعم هذه السباقات لمجرد الهواية والمنافسة المحلية ولكن نظرته ابعد من ذلك بكثير وتتمحور حول الرفع من مستوى رياضة الفروسية السعودية والرقي بها ونقلها من ممارسية تقليدية الى المنافسة عالميا، وقد تحقق له ما أراد بدليل مشاركة الكثير من الخيول السعودية في سباق دبي العالمي والتركيز على استقطاب افضل النوعيات في سباقات (السرعة والقفز والجمال والقدرة)، بفضل هذا الحب والدعم والايمان بأن رياضة الخيل جزء من تاريخ الوطن ووسيلة من الوسائل التي ساعدت بصورة رئيسية على توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله. وكان يرحمه الله يؤكد أن هذه رياضة عريقة تحتاج إلى إنسان عريق في أصالته وفي حبه للفروسية وفي حبه للرياضة مع حث الفرسان على بذل المزيد من الجهد والتعاون فيمن بينهم لتحقيق النتائج المرجوة منهم، بدليل تشديده خلال استقباله لبعثة منتخب السعودية للفروسية الذي شارك في بطولة العالم لألعاب الفروسية في ولاية كنتاكي الأميركية عام 2010 وتقليد الفارس عبدالله بن وليد الشربتلي وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الرابعة بمناسبة تحقيق المركز الثاني وحصوله على الميدالية الفضية على المستوى الفردي في البطولة على البعد عن الحقد والتعامل بين الفرسان كإخوان إذ قال: «لا يصير فيكم حقد على هذا كسب وهذا ما كسب، هذه لا بد أن تشيلونها عنكم، وكل واحد ومجهوده الذي يتقدم هو الذي يستاهل، والثاني إن شاء الله يأتي بعده، ولكن أريد منكم أن لا تحملون لأنني سمعت عن غيركم، أما أنتم فما سمعنا عنكم شيئا، إن الذي يأخذ نيشانا أو شيئا غيره الذين حوله يحطون عليه، وهذه أريدكم أن تشيلونها من بالكم كلها، كلكم إخوة وكلكم إن شاء الله في خدمة دينكم ووطنكم وأرجو لكم التوفيق وشكرا لكم". عشق رياضة الآباء والأجداد.. ونقلها من الهواية إلى التربع على القمة العالمية ومن ناحية التكريم والتشجيع لفرسان الوطن فهو لايتوانى في المبادرة بذلك، والكل يتذكر عندما استقبل في قصره بجدة الفرسان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن متعب بن عبدالله ورمزي الدهامي وكمال باحمدان وعبدالله الشربتلي وخالد العيد بمناسبة تحقيق المنتخب السعودي للفروسية الميدالية البرونزية لقفز الحواجز للفرق ضمن منافسات أولمبياد لندن 2012، ومنحهم وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى. وعلى الرغم من مسؤولياته الجسام وتوليه مقاليد الحكم وإدارة حاضر ومستقبل البلاد ابان حكمه يرحمه الله الا أن تمسك برئاسة مجلس إدارة نادي الفروسية منذ أول مرة تولى فيها مسؤولية إدارته إلى أن توفي فجر يوم الجمعة الماضي، ولرفعة هذه الرياضة من دون التوقف عند مستوى معين من المنافسة والمشاركات أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً بإنشاء صندوق يعنى برياضة قفز الحواجز والجانب الثقافي والتراثي في رياضات الفروسية لتأهيل المنتخب الوطني لدورات عدة، لتطوير المنتخب السعودي للفروسية وتأهيله للتنافس بنجاح على الساحة العالمية وفي مقدمتها بطولات العالم والألعاب الأولمبية، وشدد في أمره أن يكون الفريق منظمة مستقلة قادرة على دعم البرامج الأولمبية والبطولات في جميع أنحاء العالم وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال وتعزيز الوعي برياضة الفروسية وتحقيق الكثير من الاحلام التي كانت تراود محبي هذه الرياضة وإبراز الوجه الحضاري للسعودية في عيون العالم بتوفير الخيل لهم وبرامج الإعداد اللازمة التي تمكنهم من دخول المنافسات والعمل في الأنشطة الاستثمارية لرفع رأس ماله وتوفير مداخيل إضافية له لتنفيذ البرنامج من خلال خطة محكمة ودراسة وافية لكثير من المشاريع. ونتيجة لهذا الدعم حصدت الفروسية السعودية الكثير من الانجازات العالمية التي منها الفوز ببطولات الجمال للخيل العربية الأصيلة عن طريق اسطبلات الخالدية للأمير خالد بن سلطان مرات عديدة ومرابط "عذبة" العائدة للأمير عبدالعزيز بن أحمد "والمحمدية" للأمير عبدالله بن فهد و"المعود" لابناء عبدالله السبيعي ومرابط واسطبلات أخرى لايزال لها صولات وجولات اضافة الى ميداليات اولمبية متنوعة في بطولات أخرى في سباقات القفز والسرعة، اما أول إنجاز سعودي في هذه الرياضة فتمثل بفوز الفارس الدولي رمزي الدهامي بأول (كأس آسيا للفردي)، اضافة الى كسر الفرسان السعوديين لاحتكار الفرسان في مختلف القارات للجوائز الأولمبية والعالمية، لذلك كانت الفروسية السعودية تستمد قوتها من مكارمه وعطائه السخي. يقول عند استقباله للفارس رمزي الدهامي عام 1990 بعد تتويجه بأول إنجاز يسجل باسم الفروسية: "هذه الجائزة صغيرة في حجمها لكن إن شاء الله راح تكبر في حجمها وقيمتها بعطاء الشباب". وأخيراً فوز المنتخب السعودي المكون من فيصل الشعلان وعبدالله الشربتلي وسلمان المقعدي وعبدالله الراجحي بالميدالية الفضية لمنافسات قفز الحواجز في دورة الألعاب الآسيوية ال17 بكوريا الجنوبية. الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله يتوج الأمير سلطان بن محمد الكبير بكأس المؤسس يسلم الأمير عبدالله بن متعب وسام الملك عبدالعزيز فقيد الأمة يسلم خالد العيد وسام المؤسس الملك عبدالله بن عبدالعزيز يمنح الشربتلي وسام الملك عبدالعزيز .. ويسلم باحمدان الوسام ذاته وهنا يسلم الدهامي وسام المؤسس