نال خبر فقدان المملكة العربية السعودية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أصداء واسعة في جل وسائل الإعلام العالمية بمختلف أشكالها، فمنهم من عزا المنطقة بفقدانه، واصفين إياه ب«الإصلاحي والراغب في جمع الكلمة»، فيما اعتبرته وسائل أخرى بأنه داعم للسلام في العالم واصفين إياه ب«المحنّك»، مبدين إعجابهم بطريقة الدفن الإسلامية «البسيطة». واحتلت صورة الفقيد نصف الصفحة الإلكترونية من صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، التي وصفته بأنه ذو صيت إصلاحي وراغب في جمع الكلمة. وقالت في تقرير لها: «كان الفقيد شديد الاتزان، الأمر الذي أسهم في الحفاظ على بلاده وتعزيز أمنها واستقرارها، وتجنبيها للفوضى التي اشتعلت في كثير من بلدان المنطقة خلال فترة حكمه، ما يعكس حكمة وحنكة يمتاز بهما». واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن الملك عبدالله كان يمتاز بالدهاء السياسي، مشيرةً إلى أنه استطاع حكم بلاده بصورة مميّزة. وأضاف: «رحل الملك عبدالله الذي اتّصف بالحنكة والدهاء السياسي، ويتضح ذلك في مكانة وثقل بلاده على المستوى الدولي، فعلى رغم أنه تولّى الحُكم وهو في سن متقدّمة، إلا أنه استطاع أن يقود بلاده بتمكّن وبقدرة عالية». أما قناة «بي بي سي» البريطانية فقالت: «فقدت السعودية ملكاً متبنياً للإصلاح وداعماً للسلام في الشرق الأوسط بل والعالم أجمع، إذ قطع شوطاً كبيراً لنيل الحريات في دولته، ومنح الفرصة لجميع الفئات، ومن ذلك مشاركة المرأة في مجلس الشورى». في حين عنونت قناة «سي إن إن» الأميركية في موقعها الإلكتروني، ب«ملك السعودية الراحل.. إنجازات داخلية وخارجية، في الأمن، والاقتصاد، والتعليم، والحريات»، معتبرة أن الفقيد نجح في الكثير من المجالات التي تخدم شعبه وكذلك خدمة الشعوب الأخرى. وأبدت قناة «إن بي سي» الأميركية إعجابها بالطريقة الإسلامية البسيطة التي أقيمت في تشييع الملك عبدالله، وعنونت عليها في نشرتها الإخبارية، مبيّنة أن هذا الأسلوب يعكس قدراً كبيراً من البساطة، وبعداً عن التكلف والتمييز. وحرصت صحف وقنوات أخرى في دول عدة، على بثّ البيان الرسمي للوفاة والصادر عن الديوان الملكي السعودي صباح الجمعة. وكانت الصحف والقنوات العالمية حاضرة في تغطية لكثير من الخطوات التي عاشتها السعودية يوم أمس، إذ اهتمت بشرح نظام الحكم، والتطرّق لآلية هيئة البيعة التي أنشأها الملك عبدالله في عام 2007. وقدّمت قناتي «سي إن إن» الأميركية وقناة «بي بي سي» البريطانية السيرة ذاتية للملك عبدالله، مبيّنة مناصبه السابقة والنهضة الاقتصادية والاجتماعية التي عاشتها المملكة في عهده.