توشحت الفضائيات المصرية والعربية سواء الرسمية أو الخاصة، بالسواد منذ الساعات الأولى من صباح أمس، عقب إعلان نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حداداً على الفقيد، بينما أفردت الفضائيات العالمية مساحات كبيرة للإشادة بالفقيد وخصاله وسجله في خدمة الإنسانية. ففي مصر وضع التلفزيون الرسمي بقنواته "الفضائية المصرية"، والقناتين الأولى والثانية"، إضافة إلى المتخصصة شريطا أسود على الشاشة، وكذلك فعلت الفضائيات الخاصة، فيما امتلأت ساعات البث ببرامج مفتوحة عن الفقيد، وبث مباشر للجنازة، ومداخلات لخبراء حول الفقيد ومناقبه. أما الفضائيات الخليجية فقطعت بثها المعتاد ونقلت على مدار الساعة بثا مفتوحا للقرآن الكريم نقلا عن قناة القرآن الكريم السعودية، أما التلفزيون اللبناني LBC فقد وضع صورتين ثابتتين على جانب شاشته، إحداها للراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والأخرى للملك سلمان بن عبدالعزيز، وبثت على مدار اليوم برنامجا مفتوحا عن الفقيد. وخصص عدد من الفضائيات الإعلامية الكبرى، على اختلاف لغاتها وتوجهاتها، مساحات واسعة من تغطيتها للحديث عن الراحل، مؤكدة أن مبادراته التي طالما أطلقها داخليا وإقليميا ودوليا جعلت منه وبحق "ملكا للإنسانية". فتحت عنوان "حداد في أغلبية الدول العربية على وفاة الملك عبدالله.. رحيل الملك عبدالله ربان السفينة السعودية خلال عقد مضطرب"، أفردت إذاعة صوت ألمانيا مساحة كبيرة لنعي الملك عبدالله، وذكرت أنه "تمكن من الحفاظ على أكبر قوة نفطية في العالم، بعيدا عن الاضطرابات التي عصفت بالعالم العربي طوال السنوات الأربع الماضية، وأنه عزز صورته كملك نزيه، وقريب من الناس، مما جعله الأكثر شعبية في تاريخ المملكة". وتحت عنوان "ملك السعودية الراحل الإصلاحي.. إنجازات داخلية وخارجية في الأمن والاقتصاد والتعليم والحريات"، خصصت شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية مساحة كبيرة للحديث عن رحيل الملك عبدالله، قائلة إنه "نجح في إدارة دفة المملكة بهدوء رغم تزايد نسق التغييرات في المنطقة بحكم الربيع العربي، ولعب دورا فاعلا في قضايا داخلية تتعلق بالشريعة والمشاركة السياسية، كما نجح خلال فترة حكمه في تعزيز الآليات المتبعة في تسلم السلطة وانتقالها وتسمية ولي العهد، وذلك من خلال هيئة البيعة". وأبرزت فضائية "فرانس 24" التقرير الذي نشرته صحيفة لوفيجارو الفرنسية بعنوان "الملك السعودي الراحل: استراتيجية التوازن لدى الملك عبدالله"، مشيرة إلى أن "الملك عبدالله أجاد الجمع بين تقاليد الحكم والإصلاح". وأفردت فضائية "روسيا اليوم" تقريرا موسعا حول الملك عبدالله، قالت فيه، "إن أهم مبادرات الملك الراحل في الوطن العربي تمثلت في مبادرة السلام العربية، التي أطلقها حين كان وليا للعهد، خلال القمة العربية في بيروت عام 2002، وأبرز مبادراته العالمية تمثلت في الحوار بين الأديان السماوية. بدورها، اهتمت هيئة الإذاعة البريطانية برحيل الملك عبدالله وبسلاسة نقل السلطة في المملكة، مفردة مساحة واسعة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأول خطاباته بعد توليه الحكم، الذي أكد فيه على مواصلة السير على خطى أسلافه والنهج القويم، الذي سارت عليه المملكة.