تلقفت وسائل الإعلام الغربية الكبرى خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز السنوي في مجلس الشورى أمس بشكل عاجل، وأفردت مساحة واسعة على صفحاتها الرئيسسية لتحليل أبرز ما جاء فيه وهو إعطاء المرأة الحق في التصويت والترشح لعضوية المجلس البلدي، إضافة إلى ضمها لعضوية مجلس الشورى ابتداء من الدورة المقبلة. وإن اختلفت عناوين وسائل الإعلام الغربي في تغطيتها للخطاب المهم للملك السعودي، إلا أنها جميعاً اتفقت على أن ما حواه الخطاب يعد «أعظم إصلاح في تاريخ السعودية» بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي وصفته ب«المصلح». ففي صحيفة «الواشنطن بوست» واسعة الانتشار عنونت الصحيفة «الملك السعودي يعطي المرأة السعودية الحق في التصويت في الانتخابات المحلية البلدية لأول مرة في العام 2015». واعتبرت الغارديان أن إعطاء المرأة السعودية الحق في التصويت والترشح في الانتخابات البلدية المقبلة التي ستعقد بعد أربع سنوات وتحديداً في العام 2015، «تقدماً عظيماً»، لا سيما وأن هذا الحق منح لأول مرة في المملكة العربية السعودية التي وصفتها الصحيفة بالدولة الإسلامية ب«المحافظة للغاية». فيما استشهدت الصحيفة الأميركية بنص من خطاب الملك الذي جاء فيه «إننا نرفض تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي، في كل مجال عمل، وفق الضوابط الشرعية»، مشيرة إلى أن أهمية الشريعة الإسلامية في مختلف حياة الناس في السعوددية. ووصفت «الواشنطن بوست» قراري الملك عبدالله إعطاء المرأة السعودية مزيداً من الحقوق ب«التغيير الأعظم على الإطلاق الذي يقدمه الملك عبدالله بن عبدالعزيز طوال مسيرته في الإصلاح واصفة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بالملك «المصلح». وأوردت جزءاً من نص خطاب الذي يشير في الملك عبدالله إلى الخلفية التاريخية للتغيير الذي أقره بقوله: «يعلم الجميع بأن للمرأة المسلمة في تاريخنا الإسلامي، مواقف لا يمكن تهميشها، منها صواب الرأي، والمشورة منذ عهد النبوة، دليل ذلك مشورة أم المؤمنين أم سلمة يوم الحديبية، والشواهد كثيرة مروراً بعهد الصحابة والتابعين، إلى يومنا هذا». أما صحيفة «الغارديان» التي تعتبر أهم وأكثر الصحف البريطانية رزانة فاعتبرت أن قرارات الملك انتصار للمرأة السعودية التي لا يسمح لها بقيادة السيارة في البلاد والتي ظلت تناضل طويلاً من أجل الحصول على حقوقها، خصوصاً أن كثير من حقوقها ممنوع عنها إلا بوجود إذن من محارمها الرجال، مشيرة إلى أن خطاب الملك حمل خبراً عظيماً للنساء في السعودية لا سيما وأن الانتخابات البلدية التي تنطلق في السعودية في هذه الأيام تغيب عنها المرأة بالكامل. وأوضحت الصحيفة الفلسلفة الإسلامية التي تحيط بقرار الملك التاريخي وأوردت قوله: «لأننا نرفض تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي، في كل مجال عمل، وفق الضوابط الشرعية الملك عبدالله، وبعد التشاور مع كثير من علمائنا في هيئة كبار العلماء، وآخرين من خارجها، والذين استحسنوا هذا التوجه، وأيدوه، فقد قررنا مشاركة المرأة في مجلس الشورى عضواً اعتباراً من الدورة القادمة وفق الضوابط الشرعية. واعتباراً من الدورة القادمة يحق للمرأة أن ترشح نفسها لعضوية المجالس البلدية، ولها الحق كذلك في المشاركة في ترشيح المرشحين بضوابط الشرع الحنيف». أما قناة (سي ان ان) الأميركية فعنونت خبرها ب«الملك السعودي يعلن إصلاحات سياسية جديدة للمرأة»، مشيرة إلى أن القرارات تعتبر مهمة لإعطاء المرأة السعودية مزيداً من حقوقها قبل أن تستعرض التاريخ القصير لبداية الانتخابات في السعودية التي انطلقت في العام 2005 للرجال فقط، بينما تعقد دورتها الثانية هذا العام من دون النساء أيضاً. فيما عنونت قناة (بي بي سي) البريطانية ب«المرأة السعودية تصوت، وتترشح في الانتخابات»، إذ اعتبرت المستشارة ومراسلة القناة البريطانية للشؤون الدولية ايميلي برهان، بأن قرارات الملك: «تطور غير مسبوق للمرأة السعودية التي لايسمح لها النظام بقيادة السيارة ولا بالسفر خارج البلاد بمفردها». وأضافت، «هناك جدل كبير حول دور المرأة السعودية في المجتمع، وعلى رغم أن قرار الملك لن يلقى ترحيباً من كل الأشخاص في البلاد، إلا أن مثل هذا الإصلاح من شأنه أن يخفف التوتر الذي كان يصاحب مثل هذه التطورات».