رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعوات فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي، وقالا إن مثل هذه العقوبات قد تضر بالمفاوضات الجارية. وفي مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض حث أوباما وكاميرون المشرعين الأميركيين على التحلي بالصبر وتأجيل أي تشريعات لفرض عقوبات جديدة. وقال أوباما للصحافيين "لا توجد حجة جيدة لدينا لمحاولة تقويض المفاوضات إلى أن تنتهي، على الكونغرس التحلي بالصبر". إلى ذلك، دعا الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني إلى استمرار "العقوبات المشددة" على روسيا، التي تتهمها واشنطن ولندن بدعم المتمردين في شرق أوكرانيا. وقال أوباما: "نحن متفقان على دعم أوكرانيا في الوقت الذي تجري فيه إصلاحات ديموقراطية واقتصادية مهمة"، وقال إنهما متفقان أيضاً "على ضرورة استمرار العقوبات المشددة على روسيا حتى توقف عدوانها في أوكرانيا". واعتبر كاميرون من جهته أن "روسيا اختارت الاستهزاء بسيادة دولة. وهذا يهدد استقرارنا وازدهارنا"، مضيفاً: "ولهذا السبب سنواصل الضغط على روسيا حتى تحل هذه الأزمة عبر الطرق الديبلوماسية". وخلص كاميرون إلى القول "سنواصل في الوقت نفسه بذل جهودنا لدعم أوكرانيا على الطريق نحو الإصلاح، بما في ذلك عبر المساعدة المالية". وغرق شرق أوكرانيا الانفصالي أكثر فأكثر في العنف اليوم (الجمعة) مع 11 قتيلاً جديداً سقطوا في غضون 24 ساعة، في حين لم يتم تحديد أي موعد لاجتماع المجموعة المكلفة مفاوضات السلام. وفي موضوع آخر، قال أوباما إنه لا يعتبر التطرف العنيف تهديداً وجودياً، وإنه واثق من القدرة على هزيمته. وأضاف: "ظاهرة التطرف العنيف من حيث الفكر والتنظيمات والقدرة على تجنيد الشباب امتدت وانتشرت على نطاق واسع. واخترقت مجتمعات على مستوى العالم"، وتابع: "أنا لا أعتبره تهديداً وجودياً، إنه تهديد سنهزمه في نهاية المطاف. لكننا لا نستطيع هزيمته بالأسلحة فقط". وفي شأن آخر، دعا الرئيس الأميركي دول أوروبا إلى محاولة العمل على اندماج جاليتها المسلمة بشكل أفضل. وقال إن "فائدتنا الرئيسة هي أن شعبنا المسلم لا يواجه مشكلة في الشعور بأنه أميركي. (...) هناك بعض المناطق في أوروبا حيث الأمر ليس على هذا النحو. وهذا على الأرجح الخطر الأكبر الذي تواجهه أوروبا". وأضاف أنه من المهم لأوروبا ألا تعالج مشاكل الاندماج هذه بالقوة فقط. وفي حديثه عن مراقبة الإنترنت في أميركا وبريطانيا وتتبع الجماعات المتطرفة، قال أوباما إن الولاياتالمتحدةوبريطانيا تبذلان كل جهد ممكن لتحقيق التوازن بين خصوصية الإنترنت والأمن القومي، لكنهما في حاجة للحفاظ على القدرة اللازمة لتعقب الجماعات المتطرفة عل الإنترنت. وتابع "مازال علينا إيجاد سبل كي نضمن أنه إذا كان أحد أتباع القاعدة يعمل في بريطانيا أو الولاياتالمتحدة فإننا نستطيع منع حدوث مأساة حقيقية". وأضاف "أعتقد أن الشركات تريد ذلك أيضاً. إنهم وطنيون، ولديهم أسر يريدون حمايتها". من جهة أخرى، ذكر البيت الأبيض اليوم في بيان، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتفقا على إجراء مناورات لأمن الإنترنت. وأضاف أنه سيتم إنشاء "خلية إنترنت" مشتركة للاستعداد لعمليات القرصنة وتبادل المعلومات في هذا الشأن.