دعا الرئيس الاميركي باراك أوباما العالم للانضمام الى محاربة تنظيم داعش في العراق وسوريا، وقال من على منبر الأممالمتحدة: "إن اللغة الوحيدة التي يفهمها هؤلاء القتلة هي لغة القوة" بعد يومين من توجيه الضربات الأولى للتنظيم الدموي. وأضاف : "اليوم أدعو العالم للانضمام .. الولاياتالمتحدة ستعمل مع تحالف واسع للقضاء على شبكة الموت هذه. إننا لا نعمل وحدنا" قبل ان يؤكد مجددا ان ليس لديه النية "لارسال قوات اميركية لتحتل أراضي أجنبية"، وتابع: "لن نتراجع أمام التهديدات وسنظهر ان المستقبل ينتمي الى أولئك الذين يبنون وليس للذين يدمرون". ودعا الرئيس الاميركي ايضا الى مكافحة نشر أفكار المتطرفين "على الانترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعي". وقال: "إن دعايتهم دفعت شبانا للتوجه الى الخارج لخوض حروبهم وحول طلابا الى قنابل بشرية. علينا تقديم رؤية بديلة". وقد بث تنظيم داعش منذ أغسطس ثلاثة أشرطة فيديو تظهر إعدام صحفيين اميركيين اثنين وعامل إغاثة بريطاني انتقاما للضربات الاميركية التي تستهدف مواقعه في العراق. وبحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت أمس، ندد الرئيس الاميركي باراك أوباما ب "عدوان" روسيا في اوروبا، لكنه في المقابل مد اليد الى موسكو ودعاها الى اختيار "طريق الدبلوماسية والسلام" في الازمة الاوكرانية. وقال: إن "العدوان الروسي في أوروبا يذكر بعهد كانت فيه الأمم الكبرى تدوس الصغرى سعيا وراء طموحات تتعلق بالأراضي". وقال أوباما: إن "الأعمال الروسية في أوكرانيا تتحدى النظام العالمي" منددا ب "ضم" موسكو لشبه جزيرة القرم ودعمها للانفصاليين الموالين لروسيا في أوكرانيا، وحذر من ان "العدوان الروسي سيكون له ثمن". ووعد أوباما ب "رفع" العقوبات الغربية المفروضة على روسيا اذا اختارت موسكو طريق الدبلوماسية، مؤكدا الاستعداد للاعتراف "بدور روسيا لتسوية التحديات المشتركة" التي يواجهها البلدان. وقال: "هذا ما فعلته الولاياتالمتحدةوروسيا في السنوات الماضية لقد خفضنا مخزوننا من الاسلحة النووية وتعاوننا لتدمير الترسانة النووية السورية، هذا هو نوع التعاون الذي نحن على استعداد لاستئنافه اذا غيرت روسيا موقفها". من جهة أخرى، دعا الرئيس الاميركي ايران الى "عدم تفويت فرصة" ابرام اتفاق حول برنامجها النووي المثير للجدل. وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي حين تتواصل المفاوضات في نيويورك بين طهران والقوى الكبرى حول هذا الملف، أكد أوباما: "يمكننا التوصل الى حل يلبي حاجاتكم في مجال الطاقة مع ضمان سلمية هذا البرنامج في الوقت نفسه". وقال اوباما: إن "اميركا تسعى لحل دبلوماسي للمشكلة النووية الايرانية" بهدف وقف الانتشار النووي وجعل العالم أكثر أمانا، وأضاف : "هذا لا يمكن القيام به إلا اذا اغتنمت ايران هذه الفرصة التاريخية". وتابع يقول: إن "رسالتي للمسؤولين وللشعب الايراني بسيطة: لا تفوتوا هذه الفرصة". واستأنفت ايران والقوى الست الكبرى (الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) الاسبوع الماضي في نيويورك مفاوضاتها الشاقة في هذا الموضوع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وشهد مقر الأممالمتحدة أمس لقاء تاريخيا بين ايرانوبريطانيا، حيث اجتمع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالرئيس الايراني حسن روحاني على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، في أول لقاء بين زعيمي البلدين منذ الثورة الايرانية في العام 1979. وعقد هذا اللقاء التاريخي في مقر البعثة البريطانية في الاممالمتحدة، وبث مكتب روحاني صورة للرئيس الايراني مبتسما وهو يصافح كاميرون. وتعتبر الحكومة البريطانية ان الجمعية العامة للامم المتحدة، المنبر السنوي لرؤساء الدول، يفترض ان تكون مناسبة لضم أكبر عدد ممكن من الدول الى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وبعد ضربات التحالف الجوية في سوريا نددت ايران التي تدعم النظام السوري بانتهاك للسيادة السورية، وانتقد روحاني ايضا مؤخرا الولاياتالمتحدة لرفضها ارسال جنود لمحاربة المتطرفين، وتسعى بريطانيا وفرنسا الى ضم ايران الى التحالف الدولي. وربط الرئيس الإيراني حسن روحاني التعاون الاستراتيجي بين بلاده والغرب في مكافحة التنظيمات المتطرفة بالتوصل لاتفاق حول الخلاف النووي. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" عنه قوله خلال اجتماعه (الثلاثاء) مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن ذلك سيكون مفيدا لطرفين. واعتبر روحاني أنه يتعين على الغرب ألا يتجاهل أن إيران تمتلك نفوذا كبيرا، مؤكدا أن بناء أساس جديد للثقة سيكون ذا نفعا كبيرا للطرفين، وقال: "لذلك فإن المفاوضات النووية في نيويورك لها أهمية كبيرة لتحقيق هذا الهدف". وكان الرئيس الايراني حسن روحاني اجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في مقر المنظمة الدولية. وتحدث روحاني قبل الاجتماع أمام قمة المناخ بالأممالمتحدة حيث شرح بالتفصيل الخطوات التي تتخذها بلاده لتعزيز الاقتصاد مع تخفيض انبعاثات الكربون. ويجتمع مسؤولون كبار من الولاياتالمتحدةوبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسياوإيران هذا الأسبوع في نيويورك. ويقول مسؤولون قريبون من المحادثات: إن من غير المرجح التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة نظرا لعمق الخلاف بخصوص قضايا مثل نطاق برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم في المستقبل. وقال الرئيس الإيراني الثلاثاء للصحفيين: إن توصل بلاده والقوى العالمية لاتفاق نووي بعيد الأمد ينهي العقوبات المفروضة على طهران سيفتح الباب لتعاون أعمق من أجل السلام والاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب. وقال مكتب الأمين العام للأمم المتحدة في بيان عن المحادثات مع روحاني: إنهما ناقشا برنامج إيران النووي وإن بان كي مون طالب ايران بالمرونة فيما يتعلق بالتوصل الى اتفاق مع القوى الغربية.